د/غازي القصيبي ( يرحمه الله ) يرثي نفسه قبل وفاته
خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفانإعصارِ...
أمـا سـئمتَ ارتـحالاًأيّها الساري؟
أمـا مـللتَ مـنالأسفارِ.. ما هدأت ......
.إلاوألـقـتك فـي وعـثاء أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا ..........
.يـحـاورونكَبـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ.....
ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا....
قـلبي الـعناءَ!... ولكنتلك أقداري
أيـا رفـيقةَدربـي!.. لولديّ سوى ...
عـمري.لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ .........
ومـا تـغيّرتِ.. والأوجـاعُسُمّاري
مـنحتني مـنكـنوزالحُبّ. أَنفَسها.........
وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبحرَ قـافيتي .....
والـغيم مـحبرتي.. والأفقَأشعاري
إن سـاءلوكِ فـقولي: كـان يعشقني.......
بـكلِّ مـافـيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكـانيـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه........
وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً..........
لـكـنه لــم يـقبّل جـبهةَ الـعارِ
***
وأنـتِ!.. يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه.......
مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍوأسرارِ
مـاذا تـريدين مـني؟! إنَّـني شَبَحٌ...........
يـهيمُمـا بـين أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.كما
رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الـطيرُ هَـاجَرَ.. والأغـصانُ شاحبةٌ .........
والـوردُ أطـرقَ يـبكيعـهد آذارِ
لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي .....
.فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بطلاً ..........
وكــان يـمزجُ أطـواراًبـأطوارِ
***
ويـا بـلاداً نـذرتالعمر.. زَهرتَه.......
لعزّها... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي......
وعـند شـاطئكِ المسحورِ. أسماري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي...
ولـم أدنّـسبـسوق الزيف أفكاري
وإنمـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً...
وكـان طـفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
***
يـا عـالم الـغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه.......
وأنـتتـعلمُ إعـلاني.. وإسـراري
وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه ............
عـلي.. مـا خـدشته كـل أوزاري
أحـببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفعلي....
أيـرتُـجَى الـعفو إلاّعـند غـفَّارِ؟