لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المتنبي (سيرة ومختارات شعرية) (الجزء الأول)

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية شبل من أسد
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    المشاركات
    18

    Red face المتنبي (سيرة ومختارات شعرية) (الجزء الأول)

    المتنبى
    (سيرة و مختارات شعريه)


    شغل المتنبى الدنيا و فتن الشعراء و الناس و النقاد فى حياته و بعد وفاته و حتى اليوم
    و تظهرنا حياة أبى الطيب المتنبى أحمد بن الحسين على قصة رائعه من قصص العبقريه ، و مشاهد حافله بألوان الطموح الى المجد.

    ولد بالكوفه من أبوين فقيرين ، ثم تنقل فى بوادى العراق حول الكوفه يعيش فيها بين القبائل يتلقى عن الأعراب ، ولعل هذا هو السر
    فى تمكنه من اللغه و احاطته بأسرارها و هو فى هذه البيئه لأدبيه ، يشب على الفصاحه و يشرب من حياض البلاغه.

    و قد أقبل من طفولته على الدراسه و العلم يلتهمهما التهاماً ، فى مكاتب الكوفه و مساجدها و حلقات العلم فيها ، و اختلف الى مجالس
    الأدب و مكاتب الوراقين ، اختلافه الى أعراب الباديه حتى تم له ما أراد من نضج الثقافه و اكتمال الشعريه.

    و طارده شبح الطموح و المجد حين ضاقت الحال به فى وطنه ، فهاجر فى سن السادسة عشرة الى الشام و صدره يدفع ألام الحياه
    ببصيص الأمل ، و بين جنبيه نفس كبيره نضجت ثقافتها،و تفجرت شاعريتها ، فتطلعت الى مجد أدبى عظيم.
    و تنقل بين بوادى الشام و حواضرها ، و لكن الحياة لم تمنحه السعاده المرموقة و لا الآمال المرتجاة ، فامتلأت نفسه ثورة
    و صمم أن ينهج سبيلاً جديداً ، و انتهى به المطاف الى اللاذقيه فأقام يذيع فيها آراء مسرفه فى السخط على الولاة الذين ملأوا البلاد جوراً ، مبشراً باماره جديده يقام فيها على يديه صرح جديد ، يكون منارة العداله فى ظلمات الحياة اذ ذاك.

    و سار ابو الطيب بدعوته التى مزج فيها السياسه بالدين على نهج الدعوات التى شاهد القرامطه يقومون بها فى الكوفه فى طريق التنفيذ
    و لكن دعوته تلك أدت الى سجنه عامين و استشفع الشاعر بقصائد كثيره نفى فيها عنه كل تهمة ، و أخذ يردها الى وشاية الحاقدين و كذب الناقمين ، و أخيراً أطلق صراح الشاعر فتجددت آماله و أخذ يناضل فى سبيلها بسلاح من عاطفته و فنه ، و بالهامه بعد أن فلَّ سيفه ، و نشد الشاعر الاماره و الولايه فى ظلال الملوك و الأمراء ، فسعى اليهم بمواهبه الشعريه القوية الأسباب ، طالباً منهم المجد و الاماره ، فاتصل بهذا و ذاك ،
    من الولاة و الأمراء حتى قربه أبى العشائر الذى أحسن مثواه الى سيف الدوله ، فأكرمه و قربه ، و اشترط الشاعر على سيف الدوله على أن يعيش فى كنفه كصديق لا كرجال الحاشيه ، و قبل سيف الدوله بذلك ، و أقام المتنبى فى بلاطه تسع سنين لم ينس فيها آماله و أمانيه ، و كان يرى نفسه خلالها صديق الأمير و مستشاره ، فلازمه فى سلمه و حربه ، يهبه الأمير من نعم الحياه و يهبه الشاعر مجد الأدب ، فقد مدحه الشاعر
    فى كل مناسبه ، و ذكر بلائه فى الحروب .

    و قد عاصر أبو الطيب النهضه الأدبيه و اللغويه التى رعاها سيف الدوله ، حيث اتصل برجال الفلسفه و الأدب و اللغه ، و من أشهرهم
    الفارابى ، ابن خالويه النحوى ، أبو فراس الحمدانى الشاعر المخضرم و ابن عم الأمير ، و غيرهم من رجال الفكر و السياسه و الثقافه ...
    و لم يكن ابو الطيب (تاجراً من تجار الأدب) كما ظن بعض الباحثين فقد كانت قصائد المتنبى التى يهديها الى الأمراء و الملوك وسيلته الى المجد.

    و أما بين سيف الدولة و المتنبى _ فقد غيرت الحوادث قلب الصديقين ، فقد حال دون استمرار صداقتهم ، كبرياء المتنبى و كثرة منافسيه و وشايتهم
    لا سيما أبو فراس الأمير ، و أخذ المتنبى يحمل حملاته العنيفه على خصومه و منافسيهم فلم يبق أمل فى الوئام ، فرحل عنهم المتنبى و زين أحد أتباع كافور الاخشيدى الى المتنبى أن ينزح اليه فى مصر ، فيمم وجهه شطر بلاط بنى الاخشيد فى مصر .

    و نزل الشاعر فى فناء كافور عام 346هــــ ، أما كافور الخشيدى هذا الذى نال من الهجاء أقذعه فقد كان مولىً للأمير محمد بن طغج الاخشيدى
    الذى كان قائماً على الحكم فى مصر ، و سرع الأجل بابن طغج ، فأعلن كافور ولاية ابنه على العرش ، و مات الملك الطفل بعد بلوغه سن الرشد بقليل ، فانفرد كافور بالأمر و ظل يحكم مصر ثلاثا و عشرين عاماً ( 334_357) .
    و كان اسم المتنبى قد ذاع فى الوطن العربى ، و علم كافور بما وقع بين شاعرنا و سيف الدولة ففاوضه لينتقل الى بلاطه فتم له ما أراد
    و لقد ترك لنا المتنبى صوره رائعه لنفسيته العميقه حين فارق سيف الدولة ، فى قصيدة يقول الرواه أن المتنبى نظمها لما بلغة و هو فى مصر أنه نعى فى مجلس سيف الدولة ، و سوف أتناول تلك الرائعه فى مختاراتى باذن الله ، و مطلعها كالآتى :


    بم التعلل ، لا أهلٌ ولا وطن ............... و لا نديمٌ و لا كأسٌ و لاسكن’


    و قد طال مطال كافور لأنه كان يحذر على نفسه و عرشه من أبى الطيب ، و كانت الوشايات تملأ صدره بالحقد عليه ، و كان وجود أبى الطيب فى البلاط منبع الوشايات من رجال الحاشيه و بجال السياسه و الأدب ،و قد حالت تلك الوشايات و الضغائن دون أن يبر كافور الاخشيدى بما وعد
    و علم أبو الطيب بالوشايات ، فطلب من كافور أن يتخذه واليا و لو على سبيل التجربه ، و أعلن اليه حاجته الى السلطان لا الى المال
    و لكنه فقد الأمل و عز عليه الرجاء ، فأخذ أبو الطيب يسخر من كافور و يتهكم به ، و ساءت علاقة أبى الطيب بكافور فوضعت عليه رقابة شديدة الدقة ، استطاع المتنبى أن يفلت منها هاربا يوم عرفه 350 هــــ ، بعد أن يئس من الحياة و من مجد الفن ، و نظم الشاعر فى رحيله قصيدته التى مطلعها :


    عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيد’ ............... بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد’ ؟

    القصيدة التى وسم بها و بسواها من قصائده كاقوراً بالذلة و الهوان الى الأبد.
    و يمم الشاعر وجهه نحو الكوفه فأقام بها حيناً تردد على بغداد و سواها من مدن العراق ، تسومه نفسه الكبيره عذاب العبقرية ، و عاش كذلك قرابة ثلاث سنوات فى هدنة بينه و بين نفسه يعدها لعظائم الأمور.
    و أخيراً قذف به طموحه الى بغداد مرة أخرى عام 353 هـــ ، ففاوضه رجالاتها على أن يتوجهم بثنائه ، فاعتذر عن ذلك ، و انتظر معز الدوله الملك و الخليفه العباسى أن يعيش أبو الطيب فى ظلالهم أو يشيد بدولتهم لكنه لم يفعل ، و أثار وجود المتنبى فى بغداد مشكلات سياسيه و أدبيه ، فأغرى به رجالات الدوله بعض الأدباء و تعرض المتنبى للهجاء بعض الشعراء ، و لكن طموح المتنبى كان يشغله عن هذه الترهات ، فتوجه الى ايران ميمماً وجهه شطر عضد الدوله بشيراز ، و طمع الصاحب بن عباد فى زيارته بأصفهان ، فأبى المتنبى أن يسير شعره فى شاب كالصاحب ، فكان ذلك
    باعثاً على عداوة بن عباد له و نقده اياه ،و على حملة الأدباء و الكتاب ، و عرج الشاعر على ابن العنيد بأرجان فى أوائل سنة 354 هـــ ، و أقام عنده يشيد به و يطل منه الولايات لا المال و الهبات ، و نزح الى شيراز بعد قليل حيث عضد الدوله لنفس غاياته ، و فى بلاط عضد الدوله وثقت صلات الأدب بينه و بين أدباء عصره ، و أغدق عضد الدوله عليه بالهبات و الصلات ، و لكن الشاعر استأذن فى الرحيل على أمل أن يعود و ودع الشاعر الملك و سار فى طريقه الى بغداد .

    لقى أبو الطيب حتفه فى طريقه الى بغداد على يد فاتك ابن أبى جهل فى رمضان عام 354 هـــ ، و كان يحنق على المتنبى لهجائه ابن أخته ضبه كما يقولون ، و لعله كان مدفوعاً مع ذلك بيد السياسه الحانقه على أبى الطيب .............

    و غربت العبقرية الطامحه و انطفأت شعلة القريض الساحر.


    هذا كان موجز حياة المتنبى .....و اذا طمع أحد فى بعض التفصيلات أنا جاهز ان شاء الله ، و لكنى فضلت أن يكون الموضوع لغير المتخصصين
    و سوف أراعى ذلك فى شرح القصائد .


    تابع

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مجاهد اليامي
    مشــرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    1,268

    رد : المتنبي (سيرة ومختارات شعرية) (الجزء الأول)





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    تابع واستمر


    شكراً لهذا الجهد



    تحياتي الجحفانية



ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •