بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على
محمد الأمين و صحبه و آله و التابعين إلى يوم الدين
و بعد
لقد أرسل الله سبحانه و تعالى نبيه بالهدى و دين الحق ليكون للعالمين
بشيراً و نذيراً و ليخرجهم من ظلام الغواية و الجهل إلى نور العلم و الحق
و ليبين لهم العقيدة السليمة الصحيحة في الرب الإله الواحد الخالق الرازق المحيي المميت
الذي لا يجوز بحال صرف شيئ من العبادة و الخضوع و الطاعة إلاّ له وحده
فهو الذي خلقهم من هذه الأرض و استعمرهم فيها ( ليعبدوه )
ثم شرع لهم من الدين ما يعينهم على ذلك و يبين لهم المنهاج و الطريق القويم الذي إن سلكوه
سعدوا في الدنيا و الآخرة و فازوا بالجنات و الرضوان
و هذا هو الإسلام على صورته النقية الواضحة الصريحة
فجاء من انتسب لهذا الدين زوراً و بهتاناً ففرغه من كل ما فيه من قيم نبيلة سامية سمحة
فأشركوا مع الله مخلوقين لا يملكون لأنفسهم ضراً و لا نفعاً و لا لغيرهم
و حرفوا أصوله و بدلوها و أخرجوا أهل الملة عن الإيمان إن لم يؤمنوا بما اخترعوه و ابتدعوه بضلالهم و جهل أتباعهم
و سعوا إلى العبادات من صلاة و صيام و زكاة و حج فخالفوا فيها و زادوا و ضيعوا حتى لكأنها من دين جديد
فلا صلاتهم كصلاة المسلمين و لا يصومون معهم و لا يوم حجهم كيوم حجهم
كما فعلوا في المعاملات إذ الكذب و التدليس و المداراة و التقية ديدنهم
و ياليتهم اكتفوا بذلك بل
قاموا إلى مصادر تلك الشريعة - القرآن و السنة - فطعنوا فيها - بالطعن فيمن حفظها و نقلها - ليهدموا
الأركان و يقوضوا ما استقر من سيسان
فأصبح الإسلام الذي يدعونه
غلاافاً كرتونياً مفرغاً من محتواه ليس فيه مما أنزل الله إلاّ الاسم و القالب
لا فكرة و لا مضمون تتربص بمن يسأل عنه أو يفكر في اعتناقه ريب المنون
فما هي إلاّ نظرة عابرة حتى يولي الأدبار مما هم يفعلون