يحدثونك عن السعادة..فحدثنا أنت..
للبشرية تجربة ثرية في تصور السعادة والهناء ولكل واحد منا أحاسيسه وظنونه وأوهامه في هذا الشأن ..
وشي جميل أن نستعرض بعضاً من مقولات الحكماء وخبراتهم في الإنسان السعيد والحياة الهانئة ..
يقول أحدهم :
إن السعادة الحقيقة تكمن في تقدير مواهب الآخرين , والفرح لفرحهم , ولهذا فإن أسعد إنسان هو الذي كلما رأى شخصا مسرورا , أحس بالسرور يتغلغل في نفسه , وبما أن المسرورين في هذه الدنيا كثيرون فإنه سيجد دائما مصدرا متجددا لابتهاج الروح .
حكيم آخر :
نظر إلى الوجه الآخر من العملة حين ذهب إلى أن القلوب الكبيرة لا تسعد أبدا بسبب ما تحسه من نقص في سعادة الآخرين , وعلى هذا فإن السعادة قد تكون من نصيب الأنانيين المغفلين !!
يقول حكيم آخر:
ضاعف جهلك لتبلغ السعادة ويعني بذلك أن الذين يدققون في الأشياء , ويطّلعون على مافي الواقع يجدون الكثير من الخلل والكثير من الفواجع مما يكدر خواطرهم , ولهذا فإن جهلهم يحميهم من ذلك . ولكن العديد من الحكماء قليلا يرون أن المرء يجد متعة كبيرة في المعرفة والإطلاع على أسباب الحوادث وفهم العلاقات التي تربط بين الأشياء
ويذكرون في ذلك السياق قول الخوارزمي عند موته .. ما تشتهي ؟ قال النظر في حواشي الكتب ..
هناك قول طريف ..
يرى صاحبه أن السعادة في الدنيا ليست سوى شبح , يُرجى فيطارد , ويلاحق فإن وقع في القبضة وصار شيئا ملموسا ملّه الناس وسئموه . وحاولوا البحث عن غيره , وكأن سعادة الناس وفق هذه الرؤية تكمن في ملاحقتهم لما يظنونه مصدرا لإسعادهم . وليس في التمتع به ..
وقول طريف آخر..
بعيد عن أي معيار موضوعي هذا القول يرى صاحبه أن السعادة ليست في المال أو الجاه أو الصحة أو الاستقامه أو الإيثار , ولا في أي شي من هذا القبيل إنها في شيء واحد هو ظن المرء بأنه سعيد ....!!!
هذه الأقوال حول السعادة تذكرنا بقصة العميان الذَين وضع كل واحد منهم يده على جزء من الفيل ظناً منه أن ذلك الجزء هو كل الفيل , ثم راح كل واحد منهم يصف الفيل من منطلق ظنه .. فخرجوا بأوصاف كثيرة متباينه ..
كتاب : عش هانئاً أ.د عبد الكريم بكار .. بتصرف ..
الآن تُرى ماهو منظورنا نحن للسعادة .. مع إقصاء النظر عن كونها في رضا الله وطاعته .. فهذا أمر حتمي لابد منه ..
ولكي تتعادل الرؤى ... مع الرؤى السابقة ..
"تحياتي للجميع"