السلام عليكم ورحمة ربي وبركاته
رمز الثورة
سموه . . بالثائر الحالم . .
لم يرتضى السلطة . .
ولم يرتح فى الكراسى . .
بل حارب لأجل الحرية . . حتى أخر رمق . .
إنه الدكتور/ارنستو تشي جيفارا
هو بعيونه السوداء الواسعة التي يشع منها كل إصرار وعزيمة وحزن الدنيا أيضا..
هو بشعره الداكن الناعم المنسدل على جانبي رأسه تماما كما تنسدل خصلات شعر الجواد العربي الأصيل على جبينه.. هو بسيجاره الكوبي الذي ينفث دخانه الرمادي في بطء لتخرج معه كل آهات العالم وآلامه.. هو التشي.. تشي جيفارا
نادرون هم الأبطال الكونيون الذين لا تقف شهرتهم وشعبيتهم عند حدود بلادهم أو مجتمعاتهم الضيقة، بل تمتد وتتجاوز كل الحدود والمسافات لتصل إلى كل أركان الأرض وزواياها.. تشي جيفارا كان واحدا من هؤلاء الذين أصبح مجرد ذكرهم أو رؤية صورتهم رمزا ودلالة لكل معاني الحرية والثورة ومقاومة الظلم والمفاسد والاحتلال في كل العصور والأزمان.
ولد "أرنستو جيفارا دي لاسيرنا" في 14 أغسطس عام 1928، في حي "روساريو" بمدينة "بيونس أيريس" عاصمة الأرجنتين، ويبدو أن تأثير الأب في حياته كان محدودا بعض الشيء وأن الفضل الأكبر في بث روح المعرفة والفهم ثم التمرد والثورة يعود إلى والدته إذ جعلته يهتم بقراءة تاريخ بلاده وأمريكا اللاتينية كلها كما دربته على تذوق الشعر الإسباني منه على وجه الخصوص.
أصيب "جيفارا" في طفولته بمرض الربو، الأمر الذي جعل الأسرة تترك العاصمة وتذهب إلى الريف الأرجنتيني بحثا عن جو أكثر جفافا حفاظا على صحة الابن.. وهناك ولأول مرة التقت عيون "جيفارا"- المنتمي إلى أسرة ميسورة الحال- بالآثار التي يتركها الفقر في أجساد وأرواح البشر وعندما عاد إلى "بيونس أيريس" ثانية حتى يلتحق بكلية الطب ظلت صورتهم عالقة في باله ولم تغب عنه للحظة واحدة، الأمر الذي جعله يقرر عندما بلغ الحادية والعشرين من عمره أن يشد الرحال هو وصديق له في جولة إلى شمال القارة من خلال دراجاتهم البخارية فقط لكي يكتشفوا العوالم الأخرى والناس الآخرين وهناك بدأ الهم الإنساني العام يتكشف لدى "جيفارا" عندما لمح مخالب الفقر والظلم والفساد وقد مزقت جسد أمريكا اللاتينية التي كانت تعيش في هذا الوقت- أوائل الخمسينيات- في ذروة الاضطهاد للشعوب من الحكام الذين تحالف أغلبيتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1953 توجه "جيفارا" بمفرده إلى جواتيمالا التي كانت تخوض أكبر حرب ويقود الشعب فيها رئيسهم المنتخب ضد المتمردين المدعومين من المخابرات الأمريكية، ويعتبر هذا العام هو البداية الحقيقية لنشاط "جيفارا" الثوري، صحيح أنه وقتها اكتفى بأن يقوم بدوره كطبيب في تضميد الجراح ورعاية المصابين إلا أنه ورغم دوره السلمي أعلن لأول مرة فكرته حول أن الشعوب المسلحة وحدها هي التي تستطيع التحكم في مستقبلها.
جواتيمالا لم تشهد الظهور الأول لـ"جيفارا" فحسب، بل رق فيها قلبه لـ"هيلدا" المناضلة اليسارية التي تزوجها وأنجب منها طفلة أيضا، والغريب أن "هيلدا" – كأية أنثى تحب أن يظل حبيبها بجوارها هادئا ساكنا- لم تبعد "جيفارا" عن طريقه النضالي ولم تطلب منه الابتعاد عن مقاومة الظلم ومكافحة الاحتلال وإنما هي التي زكت بداخله هذه الروح وجعلته يقرأ لأول مرة في أصول الاشتراكية والماركسية، وبعد أن سقطت جواتيمالا في يد المتمردين بعد ثمانية أشهر من المقاومة لم يكن هناك بديل أمام "جيفارا" سوى شد الرحال إلى المكسيك التي أصبحت في هذا الوقت قبلة كل الباحثين عن الحرية وهناك قابل نصفه الآخر الذي صنع معه تاريخا نضاليا فريدا.. فيدل كاسترو.
معا شكل "جيفارا" و"كاسترو" فريقا للمقاومة قوامه 80 مقاتلا فحسب قرروا بعدها أن الوقت قد حان لشن الهجوم بطريقة حرب العصابات على النظام الحاكم الفاسد في كوبا الموالي لأمريكا، وفي أول معركة شنها (جيفارا- كاسترو) في إحدى المناطق الريفية في البلاد، وكانت المعركة شديدة العنف للدرجة التي أفنت معظم فريق المقاومة ولم يتبق منهم سوى ثمانية أشخاص فقط منهم الثلاثي جيفارا، كاسترو، وراءول شقيق "كاسترو"، إلا أن المعركة كان لها دوي كبير في نفوس الشعب الكوبي الذي بدأ في التضامن مع رجال المقاومة التي زاد حجمها وزاد تنظيمها وفنية ضرباتها إلى أن استطاع "كاسترو" و"جيفارا" أن يدخلا معا هافانا عاصمة البلاد في يناير عام 1959 ليفرض رجالهم سيطرتهم تماما عليها وليتم تغيير نظام الحكم الفاسد في البلاد.
بعدها بدأت مرحلة جديدة في حياة "جيفارا"، إذ منحه "كاسترو" الجنسية الكوبية، وقلده عددا من المناصب السياسية المهمة في البلاد منها وزير الصناعة، وظل "جيفارا" طوال ست سنوات كاملة داعيا شرسا للثورة في كل بلاد العالم ومقاوما للهيمنة الأمريكية في بلاده وفي أمريكا اللاتنية، إلا أن الثورة الكوبية –مثلها كباقي الثورات- أصيبت بأمراض السلطة المطلقة والتنكيل بالمعارضين، الأمر الذي وضع "جيفارا" في موقف صعب، فكيف بالرجل الذي حارب طوال سنوات عمره من أجل القضاء على الظلم وإعلاء راية الحق يشارك في صنع الظلم والمفاسد؟!
وعليه قرر "جيفارا" أن يهاجر إلى قارة أخرى كانت الثورة فيها تتنفس على مهل وهدوء.. هي القارة التي كانت في حاجة إلى قائد مثله حتى يمنحها قبلة الحياة لعلها تنفض وتقبض على حريتها بيديها.. وبعد رسالة إلى رفيق دربه "كاسترو" يشكره على سنوات الكفاح والمقاومة ويعلنه بقاءه هو وكوبا في ركن خاص في قلبه.. حط طائر الحرية والثورة رحاله في قلب القارة السمراء.. في الكونغو "زائير" تحديدا.
وكأنه بهذا يؤكد مقولته الشهيرة "إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني"، إلا أن الظلم- للأسف الشديد- انتصر هذه المرة، وعصت تربة القارة السمراء على زرع حبوب الحرية التي يبذرها "جيفارا" في كل أرض يطؤها ووقف اختلاف اللغة وعدم تعاون الثوار الأفارقة معه كحواجز يصعب اجتيازها لم تمكن "جيفارا " من تحقيق حلم الحرية الكوني، فعاد إلى كوبا –بناء على دعوة كاسترو- ليقضي فيها بعضا من الوقت قبل أن تعاود روح الثورة والتمرد بداخله نشاطها من جديد فيقرر أن ينتقل إلى بوليفيا ليس لدعم الثوار فيها فحسب بل لكي يجعلها رأس الحربة لنشر روح الثورة والمقاومة في كل أراضي أمريكا اللاتينية، ولذا لم تكن في خطته مطلقا البدء في الحرب مع النظام البوليفي المعدوم من الولايات المتحدة إلا بعد فترة، خاصة أنه واجه صعوبة في دعم الحشود معها بعد أن نجحت سياسات الموت والدم التي استخدمها النظام في بوليفيا في إشاعة الخوف والذعر لدى الفلاحين ومواطني البلاد.
إلا أنه أجبر على الدخول في المواجهة مبكرا وقبل الإعداد لها بشكل جيد عندما بدأ الجيش البوليفي في شن الهجوم عليه وعلى رجاله حتى جاء يوم 8 أكتوبر عام 1967 عندما هاجمت قوة من الجيش البوليفي قوامها 1500 فرد مجموعة "جيفارا" المكونة من 16 فردا فقط المستترة بإحدى القرى، وقد قاوم "جيفارا" ورجاله رغم هذا الفارق الشاسع في العدد والعتاد لست ساعات كاملة، ولم يستسلم "جيفارا" مطلقا حتى بعد مقتل كل رفاقه ورغم إصابته في ساقه بطلق ناري..
حتى نفد كل الرصاص الذي يملكه وأطبق عليه من كل الجهات.
وفي اليوم التالي جاء المشهد الحزين الباكي عندما صدر القرار بإعدامه رميا بالرصاص ونفذ الحكم فيه بمدرسة في الريف البوليفي حيث تم إطلاق الرصاص عليه من أسفل الخصر حتى تطول فترة احتضاره إلا أن ضابطا سكيرا أخذه الحماس فأطلق رصاصة في قلبه ليموت في الحال..
بعدها تم نقل جثمانه إلى مكان مجهول رفضت السلطات البوليفية أن تعلن عنه حتى لا يصبح مزارا ورمزا لكل الباحثين عن الحرية والثورة..
لكن روح "جيفارا" وأفكاره ومبادئه وصوره المنتشرة في كل بقعة في الأرض تبث روح الثورة والتمرد والحرية أكبر دليل على أن الأبطال الحقيقيين لا قبر لهم. .
وهذه بعض من اقواله الخالدة . .
الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن
كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا
نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى كل مظلوم في هذه الدنيا فاينما وجد الظلم
فذاك هو وطني
أن الطريق مظلم وحالك فأذا لم نحترق انت وانا فمن سينير الطريق. . ؟
علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن
لكل الناس وطن يعيشون فيه الا نحن فلنا وطن يعيش فينا
أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة انا وليد الكلمات البسيطة
من شدة حبي سأموت ان يوما ساموت لا حزنا او حسرة لكن من شدة حبي !! من شدة حبي
لك يا وطني المحتل يا زهرة فل
من غسق الليل وفجر غدي ومروج السندس في بلدي ودم شعبي الملتهب لونت خيوطك يا
علمي
لا تحزني امي ان مت في غض الشباب غدا ساحرض اهل القبور واجعلها ثورة تحت التراب
الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !! كل دموع الارض لا تستطيع ان
تحمل زورقا صغيرا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود
لا يهمني متى أو أين أموت,لكن همي الوحيد أن لا ينام البرجوازيين بكل ثقلهم فوق أجساد
أطفال الفقراء والمعذبين, وأن لا يغفو العالم بكل ثقله على جماجم البائسين والكادحين
أنا لا اوافق على ما تقول, ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد
قد يكون من السهل نقل الانسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه
يعشقون الورد لكن يعشقون الارض أكثر
مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه
ولا اللص يكافئه
يقولون لي أذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحريه وأقول لهم أذا رايت عبدا نائما ايقظته
وحدثته عن الحريه
يقولون أن علينا ان نغلق ملف القضيه الفلسطينيه وان نحلها كما يريدون لنا ان نحلها واقول لهم
ان كنتم تعبتم ففارقون
حفاة على الجمر نسير وعلى الجمر تحترق امنياتنا, سنين الشوك غرسوها في صدورنا,
فأنبتت جراحا رويناها بالذاكرة
لا بد احيانا من لزوم الصمت ليسمعنا الاخرين
الصمت فن عظيم من فنون الكلام . .
الإمتنآن لإستمآعكم
لأرواحكم الشكر