
تخربش
الدُجـنَّـةُ بأظفارها..صدرَ الحنين..
تنبشُ عن سـرٍّ مكتنـز في صدري قد اتخـذه مأوى حصينًا!
.لم يطلع عليه قريب
الروح مني..ولا بعيده..
هـنا..تتلقف الأظفار فتجرح صدري..وتنكأ سري المكـبوت..لتنهمل دمعة الشوق.
بعيدة عن
ضحكات الصويحبات..ورائحة قهوتهن الممزوجة بنكهات تشوبُها
أحاسيسهن بكدر.. وعطـر..الحـياة!
داريت دمعتي عن تلك الوجوه..وتلك
الأحداق المتسعة سعادة..تُخفي جروح المفلوكين....
هربتُ سريعـة..قبل أن تفضحني دمعات الحنين..
خرجت لأستنشق
نسمات الذكرى..
فوجدتُ إسمكَ مطرزًا من شعاع شمس الضُّحى..
وسمعتُ أغنياتكَ تعزفها على
قيثارة الوداع!
وقد ترنمتَ بها في ساعة سمر مشتاقة!
غدرت بي دمعة شوق..تلألأت و أزاحت حجاب الصمت..
أماطت لثام الشفق وإذ بغمامة
متلبدة تبكي الفقـد!
قرأتُ حروفك العسجدية..على صفحات الماء..
وتأملت رسائلك الوردية منثورةً على رياض لقـيانا.. المخضب بخضرة بسماتنا..
وقزحيات لعـبنـا..بل على كل آثار ركضنا وجدتُ تلك الحروف وكان كلُّ منـَّا
يسابق الآخر في تطريز تلك
الديباجة الخضراء بريحان الوفاء، فتوافقت ساعتنا..وتعانقت حروفنـا..وكتبنا في ذات اللحظة..
أحـبُّك..
غدرت بي دمعـة شوق أخرى..حتى فضحت نهاري..ولهجتُ بالاستغفار
من كل دمعة انتهكت حرماتي..
أسير..بين جوانح النَّهار..والجبال تسمع
صدى آهاتي..
والسَّماء تشهد محنة صبري..وكـتمان حُزني..
تكررت زيارات الدمعة الشقية..لتلهب أوار الحنين..وتُشعل شظايا الأنين..
فلهفتي
امتـدَّت إلى حيث امتداد سهول الرحيل..
تباري أنسام الربيـع أنفاسُ شوقي..
أغمـض جـفني على قـلبكَ لتضمَّـه وتحمـيه من الشَّتـات ،
أخشى إن فتحتُ عـيناي تدخـل هـبوةً سامـة
فـتلوثُ قـلبك ، وتضطـرب نبضـاته ، فيسقـط في هـاويـة الفجيعة ليسقـط كـلي ،
ويُـعمـي بـصـري !

آه ياشوقي..
التـاث عقـلي..وفاض حنيني بكل أشجانه.. حتى أغشت سماء ذاكـرتي أسماءً ضجت بها رقـاع قلبي..
ولم يبقَ في إهابٍ رقيق سوى إسمٍ منسوجٍ بشريان دمي محفـورًا بعمـق الحـنين!
على نافـذة الشـَّوق..
غرَّد طير الحبَّ..يلحن مشاعر حنينك..فغزت مضغتي..وأدمت عيني ولهــًا..وعشقــًا..
فكثيرًا مالحنتُ إسمك على ثغـري الخجـول..
وكثيرًا..مافـرَّت عيناي عن رؤية حروف إسمك إلى قاموس العجـم!
فأُصـدم وأجـد إسمك تتصدر الأسمـاء..
تتكرر على مسمعي من بين أفواه الغرباء..
حتى صرتُ أنطقها..على عجل ..وفي وجل..خشية إنفلات لساني من صدحي بحبك ..
وتتبعهـا...ألقاب الدَّلال الذي وشمته في فؤادكَ الطري..
إني تذكرتُ والذكـرى مؤرقـة *** حـبــًّا تليـدًا ودَّعـناهُ!
أذكـرُ..
صوتك الحنون..يسري لمسمعي..يواسيني..كلما أقبلت جحافل الآلام تنهش بسمتي..
أذكـرُ..
لمستك الدافئة..ترطـِّبُ بشرتي..تمسح دمعة قد خطَّت تجاعيدها..
على جفون حنيني..
أذكـرُ..
ضحكاتنا مع شاطىء الجنون...ونسمة الشوق تداعبنا..تحضن أحلامنا.التي نسجناها من بُنـياتِ
خيالنا...حتى أيقـنـَّا بلقائنا غــدًا!
أذكرُ..
لحظات الفراق المفاجىء وهي تلطمُ ساعات راحتنا..فنقاومها..ونُرجئها إلى زمن المودِّعين..
فنعـود ونجـدد اللقـاء مع فجر الأمنيـات..
أذكرُ..وأذكرُ..فعقلي صندوق لذكريات موبوءة موجعة ،
وذكريات أخرى مسرورة مبهجة..
صندوقي يلملم كل بعثرات الماضي..
و يُردد صوت الحاضر..
ومازال يطهر رفوفه ليرتب مفاجآت المستقبل..
آآآه..
زفرة أطلقتُها فعانقتها نسمات الشَّجن..
ليتني رفــًّا من الطـيور أغادر مكاني..لأزور جنان الملتقى لعلي أجدكَ فيها!
ليتني أصحو كل يوم..وأكحـل عيناي بسواد عينيك!
ليتني أستطيع شدو أبجديات إسمك جهـرًا ...لتصدح معي بلابل
الربيع..ونجوم السَّحر..
ليتني أختصر المسافات..وألغي الحدود..وأُبدِلُ علامات الطريق..
ليتجه قلبي صوب قلبك..ويحظى بدفء حنانك!
آآه من ليت..تُقـفل آمال أحلامي..
وتهزأ من كلامي..
لأنها تعرف أنها مفتاح الأماني!
أيا شوقي::
غيـابك أرهقـني..حتى ضخَّم
سريرتي ذلك الهمُّ الثقيل ..
ماذا أفعل؟!
حبُّكَ صادف قلـبًا خاويـًا *** من الحـبِّ .. فتمكـنـا!
وقـعت
مضغتي في إحبـولة قلبك الدافىء ، وتدثرت بعواطفك فوجدت بردًا وسلامـًا من هجير الغربـة ،
ومن سمـوم الجفــاء..
لقـد أسقيتَ فؤادي من مُـدام هيامك..وجرَّعـتها بكـؤوس من
أشواقك حتى مـلأت ثغـور روحـي
فأنَّى من شوقـك من فكــاك ؟!
وأنَّى من إدمـان حبك من شفـاء ؟!
على جبين
الحقيقة دونتُ تراتيل الوداع..
والشوقُ باقٍ وهجُه..أنينه والإلتيــاع..
صبرًا حُـبِّي ..على سطوة الجفاء..وقسوة الأوجاع..
فأنا مازلتُ أعقد
جدائل ليل همسنا .وأوثق ظفائر نهار بسمتنا..
وأضـم مابقى من أنفاس بوح اليـراع..
على شفير المستحيل تشتعل الأحلام تتصاعد منها
عجاجة الإنتظار..وأضوى بسببها حرفي
المشتاق السابر في عمق التأمل!
أترى لأحلامنا من تحقق كانبلاج النور بوجه الفجر؟!
أمعقولٌ أكرر كلماتي هذه أمامك كطفلة تهوى مادة القراءة..وأنت تبتسم..وتصفق؟!
أهو
مستحيل حقـًّا أن تصبح الأمنية إنشودة يغنيها تاريخنا؟!
أسئلة مخنوقة..تبث استفهاماتها..عبر ورقة صماء..التي هي مأوى أنفاسنا..
ومحضن
غصص أشواقـنا!
أترى حين أغمض عيني أأجد إجابات أسئلتي العويصة معلَّقة على أهداب يومي الثاني؟!
ربَّاه..
ياعالمًا بسرِّي المكبوت!..
إرحمني من
ساعة الإنتظار اللاذعة..
وألهمني نتيجة صبري..واختياري طريق الرحيل !
إشفِ قلبي من داء
الشوق العليل..وغصصه المريرة..
وحلق بروحي لسماء الأحلام..
على بساط الطموح..
وأغدق على حياتي
شآبيبًا من سعادة ترفرف بجوانحي بين زوايا الخدور..
كأميرة مدلَّـلـَّة تعتلي عرش الحور