طالبة في الثانوية العامة مثلي مثل العديد من البنات اللذين يمرون بنفس المرحلة ، والتي تعد مرحلة فاصلة بين عالمين مختلفين كلياً .
كنت مجتهدة أحب دراستي كثيرا بل أعشقها مختلفة لحد كبير عن باقي بنات جيلي ، لا أخشى الإمتحانات ولا أتوتر قبلها ، زميلاتي كانوا يتهموني بالتمثيل لعدم إظهار رهبتي في ايام الإمتحانات مع أنهم كانوا أكثر إجتهاداً مني . ولكن كان الفرق الكبير بيني وبين اي بنت في هذه المرحلة أنني أستمتع بالدراسة بل أعتبرتها في كثير من الأوقات هوايتي المفضلة البحث عن المعلومات داخل الكتاب المدرسي الذي كان له قداسته عندي ، لا أشخبط و لا أكتب عليه نظيف وكأنني لم أمسه من قبل كنت اكتب المعلومات صغيرها و كبيرها خارجه استمتع بتنسيق تلك المعلومات .
عشقت الأحياء وكنت أستمتع بحل مسائل الفيزياء خاصة عندما درسنا الميكانيكا ، كانت الكيمياء عقدتي لم أستوعبها يوما لدرجة ان في امتحانها النهائي لم أفتح الكتاب نعم لم أفتحه لدرجة ان والدتي أحضرت لي مدرسة الساعه 12 ليلاً قبل الإمتحان بـ 6 ساعات ومع هذا لم أشعر بأنني مقصرة هذا لأنني تعدوت دوما أن لا أجهد نفسي في دراسة ما لا أحبه فلن يعني لي شيئا ان اتميز بها وليس هذا معنى انني كنت لا أنجح الغريب هوه أنني كنت أنجح و بتفوق .
جاءت فترة إمتحانات الثانوية العامة كان مطلوب مني الحصول على أعلى معدل لأجد ما يناسبني من جامعه في بلدي حيث انني كنت ادرس خارجها ، لم أكن أسهر كنت انام باكرا واصحى فجرا اراجع واذهب الى الامتحان وانا في قمة الهدوء ، لا اشعر بضربات قلب و لا بتوتر و لا اي شيء . كان امتحان الأحياء من الإمتحانات المميزة لدي ذهبت لقاعة الإمتحان في ذلك اليوم و مع لوح من الألوان الخشب و في فترة حل الأسئلة توجهت لي مراقبة الإمتحان في ذلك اليوم و سألتني لما هذه؟ تقصد بها علبة الألوان .. قلت لها سألون الرسوم المطلوب منا رسمها قالت لي يا بنتي ماراح تجدي وقت كافي ، لم أجب لأنها لا تعلم أنني لا امتحن بل امارس هوايتي في سرد معلوماتي على ورقة الإجابة معلومات لم أحفظها لأكتبها فقط ، بل معلومات اسمتعت بتجميعا و ترتيبها ، وبالفعل قمت بتلوين الرسومات و قدمت ورقة الإمتحان فقالت لي المراقبة بصوت هامس بارك الله فيكي يابنتي و الله يوفقك انتي مميزة و خطك وترتيبك للورقة جميل ، اجبتها بالشكر الجزيل و خرجت من قاعة الإمتحانات ..
قصتي إلى الآن عادية وتحدث و حدث مرارا و تكرار ولكن متى بدأ يلعب معي القدر لعبته ومتى بدأت الظروف ضدي و كل شيء ينهار امام يدي ، مرض والدي فجأة مرض خبيث كل شيء انتهى في لحظة تركنا كل شيء خلفنا و رجعنا بلدنا في كابوس لا أذكره اليوم سوى لحظات معدودة من الزمن .
انهارت الأحلام في ثواني أبي في لحظات حاجتي إليه و اي بنت تعلم متى تحتاج والدها في فترة ما قبل دخولها إلى الجامعه من تستشير و من تسأل سوى والدها كان أبي قليل الكلام يكاد ينطق إيماءاً فقط ، ذات يوم إقتربت منه بابا حبيبي نجحت و مجموعي جيد وحابه ادخل كلية الفنون الجميلة انت تعلم موهبتي و تعرف انني متميزة وسوف يكون لي مستقبل رائع في تلك الكلية و كانت المفاجأة بل الكارثة التي نزلت على رأسي أنستنى نفسي أجاب أبي بالرفض الرفض التام انهار امامي و انهارت امامه رغبتي في كل شيء .
مرت ايام ليست بكثيرة الكل من حولي يطلبون مني ان انفذ رغبه والدي و فاتني امتحان القبول لكلية الفنون الجميلة و ضاع معه حلمي وصمدت و سكت و لم افعل شيء سوى السكون الغير مبرر . شاءت الظروف مرة أخرى ان تعلب بتيارها ضدي و توفى ابي بين يوم و ليلة و لا اتذكر من ذلك اليوم سوى اننا ضممت يده بيدي و قبلتها و قولت له بابا هرفع راسك بإذن الله ، لم أبكي لم تسقط دمعه واحده ، كل ما رأيته ذكريات تلعب بذاكرتي شريط طويل كان يمر داخل راسي بسرعه البرق ، وليتكم تعلمون مصيبتي يومها لم تكن كبير فقط بل كانت أكبر من أن تستحملها فتاة عمرها 18 سنه ومطلوب منها غدا ان تقدم رغباتها لمكتب قبول الجامعات مت ى و كيف ابي متوفي اليوم كيف اذهب غذا و من معي لوحدي نعم ذهبت لوحدي وحدي فقط واجهت مجتمع غريب بلدي و لكن ليست ببلدي مجتمع سأعيشه ولكن لم أرى سوايا في الشوارع وفعلا ذهبت بمظروف فارغ تمام إلا من إسمي سألت هناك عن كيفية ملأ إستماراة الرغبات و كان مطلوب مني أن أكتب 40 رغبه كيف لا أعلم و لكنها كتبت و قدمت و انتهى كل شيء في ذلك اليوم .
مرت أيام وأيام و جائني مظروف الإلتحاق بالكلية و لم أتذكر انني كتبتها من ضمن رغباتي رفضت امي لبعدها عن محافظتنا ، والآن أصبح مستقبلي تتدخل فيه الظروف لا شيء سوى ظروف تلعب بي يمينا و شمالا تقريبا لا مكان لرأأي و لا مكان لرفض رغبة والدتي و كان ما أرادت و دخلت كلية و لن تصدقوا انها كانت الرغبه 40 في إستمارة التقديم نعم الرغبة التي كتبتها آخر شيئا هي الآن نصيبي و مستقبلي .
جاء اول يوم دراسي في الكلية ، مجتمع مختلف كل شيء لم اعتد عليه من قبل إختلاط مدرجات كبيرة جدا تتسع للآلاف كل شيء غريب لم استوعبه أبدا و لم أتوقع ان أستوعبه يوما ما ، لم تعجبني الدراسه و توجهت للأنشطة الطلابيه ووجهت موهبتي في إصدار مجلة ثقافيه إسبوعيه الكل أعجب بها و مرة السنه الأولى بتقدير جيد ولم يسبق لي أن إنخفض مستواي عن ممتاز والغريب أنني لم أزعل فلا تنسوا أنني لم أتعود على أن أجهد نفسي في ما لا أحبه ، وجاءت السنة الثانيه و تخصصت في الدراسات الفندقية وبدأ حبي لقسمي يظهر أعجبت جدا بهذه الدراسة و وجدت شيئا ما يجذبني إليه حتى وأنني لم أعطي لهذا الإحساس الكثير من الأهميه و لكنني أعطيت أكثر ما أعطيت في السنه الماضية و نجحت و كان تقديري جيد جدا .
الآن كبرت انا في السنة الثالثة تغير كل شيء تفكيري إسلوبي حتى إهتماماتي غير انني لم اترك المجلة الثقافيه الإسبوعيه و لكن في هذه السنه كنت أدرس بإجتهاد وكانت المفاجأت التي غيرت مسار كل شيء انا الأولى على القسم لم أصدق نفسي كيف و متى أشكرك ياربي أشكرك نعم لقد اجتهدت و اعطيتني من فضلك الكثير وهنا بدأت حياتني بنورها تضيئ طريقي و جائت السنه الرابعه و انا في نفس المرتبه و الكل من حولي بتنبأ لي بالتعيين لما وجدوه فيني من تميز مختلف عن الباقيين قدمت في سنتي الأخير مشروع تخرج حصل على درجة الإمتياز و رفضت ان ادخل المشروع ضمن مجموعه بل أصريت على ان افعله لوحدي وحدي فقط لأتحدى قدرتي على تحمل المسئولية و كان فعلا النجاح حليفي صحيح لم اتعين لأن درجاتي في السنوات الأولى كانت سيئة رغم ذلك لم أزعل يوما لأنني تركت سمعه طيبه و سيرة مشرفه يفتخر بها أهلي .
هكذا كانت نهاية مشواري الدراسي مطبات نزلات و طلعات يوم سيء ويوم أسوأ و لكن النتيجة أجمل مما كان خيالي يصور لي .
كلا منا له بصيص امل في حياته فلنبحث عنه و نتمسك به و نجتهد ونثابر لنصل ونحقق أحلامنا مهما كانت الظروف ضدنا لأن بصيص الأمل هذا هو طريقنا الوحيد للنجاح فلا تضيع وقتك في التأفف من الظروف لا بد و ان لك شعلة من الأمل ستنير طريقك بنورها .
فالنجاح نصيب المجتهدين
والكسل نصيب المتكاسلين
أعجبتني فنقلتها لكم
نقلتها لكم بصراااااحه لانها مثلتني كثييييييييييييييييييرا في مشوار حياتي