السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ) عبارة كغيرها من العبارات نسمعها ونقرأها ونرددها
ولكن لا نعرف قيمتها إلا وقت الأزمات والمرض عندما نفقد تلك النعمة العظيمة ( نعمة الصحة )
عندما تجد نفسك فجأة والألم يعصرك والمرض يداهمك فيفقدك القدرة حتى على النتنفس والحركة
فيشخص بصرك وينشل لسانك وتنخر قواك فتصرخ بأعلى صوتك ( يارب )
فتجد نفسك فجأة وأنت حبيس تلك الغرفة لا تقوى على الحركة وتنحرم حتى من حرية الخروج
والحرية حتى في أكلك وشربك وعندما يزورك الجميع فينصرفون وأنت تبقى لوحدك وعندما يشدك
الحنين والشوق لأهلك ومن تحب فلا تقدر على لقاهم ولا يجمعك بهم سوى ذلك الصوت الذي
يزيد من الألم والحسرة وإن خفف قليلا من الآلم والتعب .
تأخذك الرغبة في مشاهدة عالمك الجديد ومسكنك الموحش وجيرانك الغرباء فلا تجد إلا مناظر
تقشعر منها الأبدان وتدمع لها الأعين وتتقطع لها القلوب ولكن تزيدك إيمانا بالله وشكرا له
وتعلم إن مصيبتك أهون وأرحم بكثير من غيرك ، فذلك لا يربطه بالحياة إلا جهاز تنفس والآخر شاخص البصر لا هو حي ولا ميت والثالث يصرخ بأعلى صوته يارب ثم يا دكتور طالبا العون
والأغاثة بجرعة علاج تخفف من آلامه وتسكن من أوجاعه والرابع تجبست قدماه فلا يقوى
على الحركة حتى لقضاء حاجته والخامس طفل صغير يبكي لا حزنا ولا فرحا ولكن لألم يعصر
تلك النفس الطاهرة وذلك الجسد البريئ والسادس والسابع والثامن وغيرهم ممن ابتلاهم الله
( حينها تغلبك الدمعة ولكن تتذكر نعمة الله على الجميع بنعمة الصحة في الأبدان فلنحمد الله
على ذلك ولنشكر الله على فضله ولنتذكر أولئك المرضى ولو بالدعاء الخالص بأن يشفيهم الله
وأن يخفف من آلامهم ومصابهم إنه سميع قدير وبالأجابة جدير )