كم هو رائع أن نلتزم منهج الإيجابية في حياتنا
فنحن إيجابيون في أعمالنانبادر و لا ننتظر أمرا من أحد !
و نحن إيجابيون في دعوتنا فلا تحمل الدعوةهمنا بل نبادر بحمل همها
و نحن إيجابيون في أسرنا فننظر الحاجات و نتلمسهاقبل أن نُسأل
إن هذه الصور خطوات عملية إيجابية .. ( بلا شك )
لكن( أن أكون إيجابيا في عملي لا يضمن لي أن أكون إيجابيابلفظي )
سؤال : هل فكرنا يوما أن نضيف رصيد الإيجابية إلى أقوالنا ؟
و ما معنى الإيجابية اللفظية ؟
وكيف نجمع بين هذه و تلك ؟
سأجيب بعدة أمثلة لتوضيح المراد .
مثال ( 1)
الأم حين تنادي طفلها لتأمره بعدم اللعب في خارج المنزل ..
فإما أن تكون سلبية لفظيا ، و هنا سترسل رسالة سلبية فتقول :
( لا تلعب بالخارج كم مرة قلت لك ذلك )
( لماذا خرجت خارج المنزل هذا خطر عليك .... )
و الرسالة السلبية من الأم سيكون مردودها بلا شك السلبية من الطفل
أما إن كانت الأم إيجابية لفظيا ، فـهنا سترسل رسالة إيجابية و تقول :
( إلعب داخل المنزل لأن اللعب في الخارج خطر عليك )
( اللعب داخل المنزل أفضل مناللعب في خارجه )
هنا سيكون الطفل إيجابيا لأن الرسالة اللفظية وصلت له بشكل إيجابي
مثال ( 2)
الزوجة حين يتأخر زوجها في العودة إلى المنزل - ليلا -
فإن كانت من النوع السلبي اللفظي فستوجه له تلك العبارات :
( لماذا تأخرت كل هذا الوقت ؟ لم لم تتصل إن كنت نويت التأخير )
أو
( أنت لا تهتم ! و إلا لأتصلت بي لتخبرني بتأخيرك )
لكن إذا كانت الزوجة من النوع الإيجابي اللفظي فستقول له :
( قلقت عليك كثيرا عسى أن يكون المانع خيرا من تأخيرك ؟ )
أو
( قلقت عليك كثيرا أتمنى أن تتصل إذا أردت التأخير في المرات القادمة )
** ملاحظة هامة **
في المثال السابق ..
كلا الزوجتين تتفق في الرسالة ( الخوف على الزوج بسبب التأخير )
لكن طريقة التعبير في إيصال الرسالة تختلف لذا فهي تعطي إنطباعات مختلفةلدى الزوج
فالأسلوب السلبي من الزوجة=السلبيةمن الزوج لأنه وقع محل المسائلة و التحقيق و الإتهام
و الأسلوب الإيجابي من الزوجة =الإيجابية من الزوج لأنه يقدر مدى حرص و خوف زوجته عليه
إشراقةالختام
أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يحدثنا عن المنهج النبوي في التربية، فيقول:
خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، فلم يقل لشيء فعلته لم فعلت كذا، أو لشيءلم أفعله لمَ لمْ تفعل كذا!!!
فهل يعقل يا أنسأنك لم تخطيء و لا يوما واحدا خلال عشر سنوات ؟؟
لا ..
و لكنه أسلوب التربيةالإيجابي لدى معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم