رحماك يا ربِّ من حُمَّى على مَهَلِ =
تُهيضُهُ تجعلُ الأنفاسَ لاهبةً=
كأنها وظَّفَتْ كلَّ المعاولِ في=
رحماكَ يا ربِّ من صفْعاتِ سطوتِها=
دمعٌ سخينٌ له من نار مَوقِدِها =
يسعِّر العين إذْ ما جاء منسدلاً =
وكلما آنَسَ المسكينُ هدْأَتَها =
وأنشبتْ فيه أظفاراً وأسلحةً=
وكل ُّعظمٍ غدا في الحربِ ساحتها=
الكرٌّ والفرُّ والنيرانُ في جسدٍ =
ماذا تريدينَ ؟أخْذَ الثأرِ في صَلَفٍ=
ما ذا أقولُ عن الآلامِ توسعُها =
وكلَّما بدَّل المسكينُ رِقْدّتَهُ =
يرومُ راحتَهُ في كل سانِحَةٍ =
وكلَّما فرْقَعَ المسكينُ إصْبَعَهٌ =
أما الصُّداعُ فيعنى أنها أخَذتْ =
تفُتُّهُ تعصرُ الأمْخاخَ عابثةً =
ما عاد في زحمةِ الألام ِ من أمل ٍ=
وأينَ أصبحَ تأميلي ليوم ِغدٍ =
ما أطولَ الليلَ إن ْجاءتكَ زائرةً=
أظنُّها النَّارَ في الشرْيانِ ساعيةً =
وإنْ تُفارقْ أحالتْ كلَّ مُلْهِبَةٍ =
ماذا التناقضُ -يا ويلاه- ما عٌرِفَتْ =
ما أنْصَفَ الطبُّ بالأضدادِ دافَعَها =
ظنَّ الأٌساةُ بأنَّ الداءَ فارقَنا =
وبات مَنْ ظنَّهُ العُوادُ منقِذَنا =