موضة تشغل بعض الناس و لها أهلها و خبراءها الذين يجيدون صياغتها (تفسير نوايا الآخرين) عندما تبدأ حياتنا تتجه إلى هذا اللون من الأخلاق و تتحول ألسنتنا إلى ما يشبه الاستديو التحليلي لمبارة ما اقرأ على علاقاتنا الاجتماعية السلام ,الناس بطبيعتهم مختلفين أرائهم تعليقاتهم أفكارهم أطروحاتهم و جميع هذه الأشياء لابد أن تكون موجودة سواء داخل منازلنا أو مع أقاربنا أو في مجال عملنا أو في منتدياتنا , فعندما يدخل ظن السوء إلى قلوبنا فلن نستمتع بالحوار و المناقشة و يبدأ العقل الباطن يشتغل.
انظروا إلى هذه القصة يقول أحد الأشخاص لدي مكتب مع مجموعة من الموظفين و نظراً لمشاغلي في الصباح يبدأ دوامي بعد نهاية عملهم بساعة أي في تمام الساعة الثالثة و كانت لفترة أسبوعين فقط و يقول بما أنني صاحب المكتب كنت مهتم في كل المصاريف حتى لمبات الإنارة لابد من إطفائها عند الخروج و في أحد الأيام قدمت إلى المكتب في تمام الساعة الثالثة فوجدت المكيفات قيد التشغيل فلما جاء اليوم التالي نبهتهم هاتفيا بضرورة إقفال المكيفات عند الخروج فقالوا لقد قمنا باطفائها عند خروجنا البارحة و تكررت هذه الحركات من الموظفين مرارا في الأيام التالية و جن جنون صاحب المكتب و بدأ يسيء الظن بالموظفين و أنها مكيدة منهم و بدأ يحلل و يفسر لماذا يفعلون هذه الحركة و بدأ يفكر هل أواجههم بإساءة الظن بهم أم أتمهل و فكر فهو لا يريد أن يخسر موظفيه بمجرد تفسيراته الداخلية و في نفس اللحظة يريد تفسير لما يحدث و لكن صاحب المكتب فكر مليا و أتى بفني كهربائي و بعد الكشف اتضح بأن المكيفات تشتغل أتوماتيكيا بعد نصف ساعة من اطفائها.
عندما نسيء الظن بالآخرين و نصارحهم و بدون معرفة رأي الطرف الآخر تظل مثل قطعة الخشب التي ينزع منها المسمار فالمسمار سوء الظن و الخشب النفس المتظررة من الإساءة فمهما جاء الاعتذار يظل لها وقع في النفس و تسبب فتحة يصعب أقفالها.
إن التسامح و الصفح عن الآخرين من أخلاق المسلم و لابد أن نعود أنفسنا عليها و إذا أتقناها سنعرف مدى غباءنا عندما نفسر على أهوائنا و نلتمس العذر للآخرين حتى عندما نتأكد انها موجهة إلينا إلا (عند الخطوط الحمراء التي يصعب السكوت عنها) الحياة تسير و لن تتوقف فل نجعل علاقتنا عسل و قشطة و صفي النية يا قارئ الموضوع