.
.
.
.
زوربـــا..
حين يكون الحزن القاسي..
وحين يكون اليأسْ..
وحين تكون الرغبة القصوى
إلى مائدة ٍمن بكاءْ
من صراخ ٍعميقْ
كيف يمكن أن أبتسمَ
وأمضي..!؟
كيف يمكن ُ
أن أجهشَ رقصاً ..!
أن أذرفَ دمعاً
في شلال ٍ من بسماتْ..!
أن أعزفَ صوتي..
بصراخ ٍ
تتـراقص فيه الضحكاتْ..!
..
كيف امتلكتَ موهبة
التهكم ِالجنونيَّ
بالألم..!
بهكذا قوة..
تقابل الحزن الحقيقي..
بنفس القوة والإيقاع ِ
ولكن
كيف..!؟
..
ضحــكــاتـُـكــْ...
رقصٌ في أطرافِ الجرح..
رقـــصاتـــكَ..
إيقاعٌ مجنونٌ..
تكسرُ ميزانَ الأحزانْ..!
تجعل كلمات ِ القدر ِالمحتوم ِ
عليكْ..
_ تلك الكلمات المختبئة في جبهتك السمراءْ_
تجعلها تحتارْ..
لأن..
جنونك فعلٌ استفزازي
للأحداثْ..
وجنونكْ..
تضحك منه النجمات البيضاءْ..
تلك النجمات المطلة عليك
من تلك الأرض العليا..
.
وجنونك...
أعشقه..
لكن جنونك صعبٌ
هو شيءٌ..
لم تتوقعه مملكة الحزن العظمى
حين أقـــرَّتْ..
في آخر جلسة حكم ٍ
أن تحبس فيكَ..
لعنة ..حزن ٍ
هو آخر ما تملكه من لعناتْ..
لـــكــنـَّـك..
روَّضتَ الحزن الساكن فيكْ..
وأخذتَ جميع معاوله..
وزرعتَ البسمة في أقسى لعنات الدنيا..
حين شققت َ..
بسكين تـهــكـُّـمـِــكَ..
قلبه القاسي..
لتخرج السحرَ الأسودَ منهُ..
وتدخل فيه .. الحياة..!
..
ولكن كيف..!
..
ناولني كأسك يا زوربا..
ناولني..!
كي أشرب سرّك..
ناولني..
أرضاً ..كي أرقـُص فيها..
كي .. أبُكي فيها ..الرقصاتْ..!
ناولني..
بسمتك العظمى..
ودموعك..
تلك الفجر الخابي في عينيك
لأصبح...أنتْ..!
..
فكأسي تسكنه الرهبة..
يسكنه الخوف..
يسكنه الماضي..
وأنا...
لا أبحثُ في كأسك عن
ذاكرتي..
لكني..
أبحثُ ...عنك..!
وأرضي..
لا تصلح لرقصات الحزن السامي..تلك..
فأرضي..
( هلامية) الحركات..
فناولني..
حفنة رقص ٍ..
حتى أرقـُص بثباتك...
أنتْ..!
ناولني..
رسمة شفتيك..
حين تعاندُ...حزنك
حين تعاندُ ...يأسك
حين تصارعُ ...قدرَكْ..
فأنا..
أصبح أقوى..
حين أمتلك ابتسامك
العظمى...!
..
ودموعك..
ترتيله عينيك..
حين ترتل آخر وردٍ
من آيات القوة
فيك..
أحتاجُ إليها..
ولكن..
كيفَ سألبسها..!؟
لن أقوى أبداً..
في حمل الشمس إلى عينيَّ..
لكنك..
أنت فعلتَ..
ولكن كيف..؟!
..
نخبك يا زوربا..
نخب جنونك / المتعقل جداً..
نخبُ رقصاتك
الباكياتْ..
أيها الراقص الماهر..
على ألسنة اللهب الحارق..
بكل ثبات الضحك / الباكي .. فيك..
أيها السائر..
وحولك سهام الألم
المصوبة على جراحك..
بكل دقة..
تلك السهام..
التي تبكينا..
وتدمينا..
ولكنها تضحكك..أنت..!
وتشعل في ثورة جرحك..
نشوة النحيب ..الراقص..
بطقطة ..حذاءك..
ذو الكعب المتعالي ..
على كل طقوس البكاء الطبيعي..!
...
سأشربُ نخبك...يا زوربا..
وسأبتدئ طقوس الرقص..
أمام..جراحي..!
فأرقص...أرقص..أرقصُ
حتى..
يسقط آخر جرح في دائرة اليأس..
فأضحك...!
..
ولكن: كـــــيـــف..!
..
4/9/1431هــ
مكة المكرمة..