ومازلت أحبك
(مدخل)
اعرف أن حبي لكِ ثورة على القبيلة وأعرف أن مصير الثورات التي لاتنجح هو الإعدام
(1)
كم من الوقت يجب أن يلتصق أحدنا بالأخر
حتى نتقي لفح الفراق الأخير؟
كم من البحار يجب أن ننقع فيها جراحنا
ونغسل فيه أحزاننا حتى تسكن الجمرة؟
كم من العناق نحتاج إليه زاداَ لصحراء الحرمان
التي سنقطعها مشياً على الأوجاع ؟
أعود إليك مضرحاً بالحب ... والشوق ... والتعب ...
الحب لكِ والشوق إليك والتعب منك .......
رغم الحواجز رغم القيود رغم العالم كله
أنتِ لي أنتِ لي أنت لي !!!
(2)
لازلت أذكر عندما جاءت يدكِ أولاً زحفت فوق يدي
تشابكت يدانا وتاهت طاولة وارتكبت يداك كل
جنون الحب فوق يدي ......
تأملت شفتيك وهما تجتمعان على طرفهما لترتشفا من الكأس
لتتطاول الشفة العليا قليلاً وتأخذني رغبة في امتلاك الشفتين ..
تقبيلك جنون يجعلني أبقي عيني مفتوحتين حتى
تحترق القبلة ... آه في الحب تخلق كل دقيقة قبلة لاتشبه
التي قبلها ولا تشبهها التي بعدها ......؟
(3)
ولازلت أذكر عندما همستِ في إذني ذات مساء
أن سريرك تنام عليه العشرات من الدمى والألعاب
وأشياء كثيرة قد تزاحمنا فيه.......؟
من قال لكِ أني سأشعر بالضيق فأنا وأنتِ لانحتاج
من السرير إلا مايكفي جسداً واحداً يبتلع فيه
أحدنا الآخر ونلون فيه جسدينا وأحتضنك
حتى يجن سريرك وينتحر الشباك فاغراً فاه وتندب
المرآة حظها وننام على عناق حبيب كأن الدنيا
وما فيها خارج السرير لا تعنينا ....
(4)
حبيبتي الغالية سأعود وأنا على يقين
بأن الحب في مدينتنا قد مات وذبلت
رسائل الشوق وتطايرت أشلاء الكلمات
سأعود وأنا أجزم أن الحب في مدينتنا
مشبوه كالراقصات وأعلم أن العاشق في
مدينتنا محاصر من كل الجهات
سأعود وأنا على يقين أن أمرآة مثلك
تشبه الوطن الكبير كلما أزداد مساحة
أرهقنا أكثر في حماية حدوده ...
(5)
سأعود وأجعلك قضيتي
وسأقاتل الدنيا من أجلك
وسأقدم نعشي بيدي
وسأقف وحيداً في مهب الريح
وسأرسم للعالم خارطة جديدة
وسأبني للعشاق مدينة جديدة
وسأخترع عادات وأعراف
وقوانين جديدة من أجل الاحتفاظ بكِ
وسأحملك بداخلي قصيدة وأغني الأغاني
التي تحبيها وأمارس هواياتك
وأصرخ بأعلى صوتي ( أحبك )
في زمن خاف فيه الرجال من الحب
لا يخجلون من الحقد والكره والكبر والعنف
وكأن الحب عارٌ يجرح فيهم إباء الرجولة
( أقول أحبك )
دون خوف أوتردد وسأكتب حبك بين ثنايا الضلوع
شعراً ونثراً أكتبها في الدفاتر وأعلنها في المنابر
وحين يفكر غيري كيف يكون عظيماً شهيراَ
أفكر كيف أكون جديراً بحبك .......