المياه الجوفية تواجه معركة قادمة


أكدت دراسة هولندية أن استهلاك العالم من المياه الجوفية بلغ أكثر من الضعف خلال الخمسين عاماً الماضية.

وأشارت الدراسة التي أشرف عليها البروفيسور مارك بيركينس من جامعة أوتريشت، إلى أن استهلاك العالم ارتفع من 126 كيلومتر مكعب سنوياً عام 1960 إلى نحو 283 كيلومتر مكعب سنوياً في الوقت الحالي.

وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز" أن هذه الكمية تساوي ستة أمثال المياه الموجودة في بحيرة كونستانس في ألمانيا. حيث أن معظم هذه المياه تصب في النهاية في البحار فإن المستهلك من المياه الجوفية يساهم بهذا الشكل في ارتفاع منسوب مياه البحر بنحو 8ر0 ميلليمتر، أي ربع الارتفاع الإجمالي الذي يبلغ 1ر3 ميلليمتر سنوياً حسبما أكد العلماء.

وتستند الدراسة إلى العديد من البيانات التي تم جمعها بهذا الشأن وكميات المطر المتساقط سنوياً و نماذج حسابية. وتمثل المياه الجوفية نحو 30% من مخزون المياه العذبة في العالم في حين تمثل المياه العذبة المتجمدة بقية هذا المخزون تقريباً.

ويستهلك البشر منذ عقود مياها جوفية أكثر من الكميات التي تعوضها الطبيعة حيث استمر هذا الفارق بشكل شبه متساو بين المستهلك من قبل البشر وما تعوضه الطبيعة وذلك من الستينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي.

غير أن نسبة المياه الجوفية المستهلكة ارتفعت منذ ذلك الحين بشكل صاروخي مما ينطوي على مخاطر اندلاع صراعات على الماء حسب معدي الدراسة، وذلك لأن المياه الجوفية المتبقية "ستصل يوما ما إلى منسوب عميق لا يستطيع معه المزارع العادي وما يمتلكه من تقنية الوصول إليه" حسبما حذر الباحثون الهولنديون.

وأشار الباحثون إلى احتمال انتشار الجوع والقلاقل جراء تراجع منسوب المياه الجوفية، حيث أن العلماء لا يستطيعون تقدير مخزون المياه الجوفية بدقة فإنهم لا يستطيعون التنبؤ بوقت اندلاع هذه الصراعات.