رسالة قوية وجميلة جداً

اقرؤوها كاملة
هذه رسالة قوية في مجتمعناالحديث ... يبدو أننا فقدنا قدرتنا على معرفةالإتجاه السليم
أراد أحدالمتفوقين أكاديميا من الشباب أن يتقدم لمنصب إداري في شركةكبرى.
وقد نجح فيأول مقابلة شخصية له, حيث قام مدير الشركة الذي يجري المقابلات بالانتهاء من آخرمقابلةواتخاذ آخرقرار.

وجد مديرالشركة من خلال الاطلاع على السيرة الذاتية للشاب أنه متفوق أكاديميا بشكلكامل
منذ أن كانفي الثانوية العامة وحتى التخرج من الجامعة,لم يخفقأبدا !
سال المديرهذا الشاب المتفوق: "هل حصلت على أية منحة دراسية أثناء تعليمك؟" أجاب الشاب "أبدا"
فسألهالمدير "هل كان أبوك هو الذي يدفع كل رسوم دراستك؟" فأجابالشاب:
"أبي توفيعندما كنت بالسنة الأولى من عمري, إنها أمي التي تكفلت بكل مصاريفدراستي".
فسألهالمدير:" وأين عملت أمك؟" فأجاب الشاب:" أمي كانت تغسل الثيابللناس"
حينها طلبمنه المدير أن يريه كفيه, فأراه إياهما
فإذا هماكفين ناعمتين ورقيقتين.
فسألهالمدير:"هل ساعدت والدتك في غسيل الملابس قط؟" أجاب الشاب:" أبدا, أمي كانت دائماتريدني أن أذاكر وأقرأالمزيد من الكتب, بالإضافة إلى أنها تغسل أسرع مني بكثير على أية حال !"
فقال لهالمدير:" لي عندك طلب صغير.. وهو أن تغسل يدي والدتك حينما تذهب إليها, ثم عدللقائي غدا صباحا"
حينها شعرالشاب أن فرصته لنيل الوظيفة أصبحت وشيكه وبالفعلعندما ذهب للمنزل طلب من والدته أن تدعه يغسل يديها وأظهر لها تفاؤله بنيلالوظيفة
الأم شعرتبالسعادة لهذا الخبر, لكنها أحست بالغرابة والمشاعر المختلطه لطلبه, ومع ذلك سلمتهيديها.
بدأ الشاببغسل يدي والدته ببطء , وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما.
كانت المرةالأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين, كما أنه لاحظ فيهمابعض
الكدماتالتي كانت تجعل الأم تـــنـــتـــفض حين يلامسها الماء !
كانت هذهالمرة الأولى التي يدرك فيها الشاب أن هاتين الكفين هما اللتان كانتا تغسلان الثيابكل يوم ليتمكن هومن دفع رسوم دراسته. وأن الكدماتفي يديها هي الثمن الذي دفعته لتخرجه وتفوقه العلميومستقبله.
بعد انتهائهمن غسل يدي والدته, قام الشاب بهدوء بغسل كل ما تبقى من ملابسعنها.
تلك الليلةقضاها الشاب مع أمه في حديث طويل.
وفي الصباحالتالي توجه الشاب لمكتب مدير الشركة والدموع تملأ عينيه, فسألهالمدير:
"هل لك أنتخبرني ماذا فعلت وماذا تعلمت البارحه في المنزل؟"
فأجابالشاب: "لقد غسلت يدي والدتي وقمت أيضا بغسيل كل الثياب المتبقيةعنها"
فسألهالمدير عن شعوره بصدق وأمانه, فأجاب الشاب:
" أولا: أدركت معنى العرفان بالجميل, فلولا أمي وتضحيتها لم أكن ما أنا عليه الآن منالتفوق.
ثانيا: بالقيام بنفس العمل الذي كانت تقوم به, أدركت كم هو شاق ومجهد القيام ببعضالأعمال.
ثالثا: أدركت أهمية وقيمة والدتي وعائلتي."
عندها قالالمدير:"هذا ما كنتأبحث عنه في المدير الذي سأمنحه هذه الوظيفه, أن يكون شخصا يقدر مساعدة الآخرين والذي لايجعل المال هدفه الوحيد من عمله... لقد تم توظيفك يا بني"
فيما بعد, قام هذا الشاب بالعمل بجد ونشاط وحظي باحترام جميع مساعديه. كل الموظفينعملوا بتفان كفريق, وحققت الشركة نجاحا باهرا.

الدرس:
الطفل الذي تتم حمايته وتدليله وتعويده على الحصول علىكل ما يريد, ينشأ على (عقلية الاستحقاق) ويضع نفسه ورغباته قبل كلشيء.
سينشأ جاهلا بجهد أبويه, وحين ينخرط في قطاع العمل والوظيفة فإنهيتوقع من الجميع أن يستمع إليه.
وحين يتولى الإدارة فإنه لن يشعر بمعاناة موظفيه ويعتاد على لومالآخرين لأي فشل يواجهه.
هذا النوع من الناس والذي قد يكون متفوقا أكاديميا ويحقق نجاحات لابأس بها,إلا أنه يفتقد الإحساس بالإنجاز, بل تراه متذمرا ومليئا بالكراهية ويقاتل من أجل المزيد منالنجاحات.
إذا كان هذا النوع من الأولاد نربي, فماذا نقصد؟ هل نحن نحميهم أمندمرهم؟
من الممكن أن تجعل إبنك يعيش في بيت كبير, يأكل طعاما فاخرا, يتعلمالبيانو,يشاهد البرامج التلفزيونية من خلال شاشة عرضكبيره.
ولكن عندما تقوم بقص الزرع, رجاء دعه يجرب ذلكأيضا. عندما ينتهي من الأكل, دعه يغسل طبقه معإخوته.
ليس لأنك لا تستطيع دفع تكاليف خادمة, ولكن لأنك تريد أن تحب أولادكبطريقة صحيحة.
لأنك تريدهم أن يدركوا أنهم - بالرغم من ثروة آبائهم - سيأتي عليهماليوم الذي تشيب فيه شعورهم تماما كما حدث لأم ذلك الشاب.
والأهم من ذلك أن يتعلم أبناءك العرفان بالجميل, ويجربواصعوبة العمل, ويدركوا أهمية العمل مع الآخرين حتى يستمتع الجميع بالإنجاز