لا ينصح بقرائته لمن هم اقل من 18 سنة
بينما كنت أهم بمغادرة مطار شارل ديجول بصحبة انجليزية شقراء عرفتها منذ اقل من اسبوع...
لكنها باردة المشاعر والأحاسيس كبرودة جو اسكوتلندا... وينطبق عليها المثل النجدي
القائل "جراب وحطه الزمان صميل".. وبينما اخطو على ارض المطار متجها اليها...
لمحت أخرى قادمة... تخطو بخطى واثقة... والكل في استقبالها... نعم انها حبيبتي...
فعيني لا تخطيها أبدا اذ استطيع ان اميزها من بين المئات من بنات جنسها... فحسنها وجمالها الآخاذ ...
لا يجاريه جمال... وكانت تتوشح عبائتها ذات اللون المميز.. اذ لها ذوقها الرائع في حليها ولباسها
ومكياجها... انها متميزة في كل شئ.. في الجمال والحشمة والكرم والاصل... وفوق هذا وذاك يكفي انها سعودية...
ياإلهي مالذي ساقها إلي في هذه اللحظة ...تسمرت مكاني ... نشف ريقي...
وكثفت الغدة الكظرية من افراز هرمون الأدرينالين... فازدادت ضربات قلبي وتسارعت ..
وتقلصت عضلة القلب ... وازداد استهلاكها للأكسجين.. وارتعدت فرائصي...
كيف لا وانا أرى حبي (الأول والأخير) التي لم أراها منذ عدة أشهر ...
تصل في تلك اللحظة التي أغادر فيها مدينة النور والعطور... ومما أحرجني أنني كنت في
وضع مخجل... نعم لقد رأتني متلبسا بجريمة نكراء بصحبة أخرى... مر شريط الذكريات
سريعا أمامي... لقد عرفتها منذ سنين طويلة... إذ قابلتها أول مرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض...
وتحديدا في صالة رقم 3... ولازلت اتذكر ذلك المكان وذلك المساء الجميل عند بوابة رقم 31...
لقد لفت انتباهي جمالها وشخصيتها ودماثة أخلاقها من أول وهلة...
ومع انها تكبرني بسنوات الا أن فارق السن لم يكن عائق أمام الحب...
إذ انها تتجدد شبابا ونعومة ورونقا يوما بعد يوم... لقد عشقتها حتى الثمالة وهمت بحبها
وبادلتني الحب بحب والعشق بعشق....ومنذ ذلك الحين قابلتها مئات المرات...
في جدة والمدينة والظهران وحائل وتبوك وأبها... ومع مرور الوقت اصبحت لقاءاتنا
تتم خارج المملكة (لأسباب شخصية ليست مجال حديثنا الآن)...
وكانت تلك اللقاءات تتم في دول الجوار كالأمارات ومصر وسوريا ولبنان
او في الأقطار الأوروبية خصوصا في فصل الصيف ... في لندن وباريس وجنيف...
وفي السنوات الآخيرة كانت لقاءاتنا تتم في واشنطن ونيويورك اذ كنت اتابع دراستي في امريكا...
وفي تلكا المدينتين كان لنا مواقف واحداث لا تنسى فقد تعرضنا للمسائلة والتحقيقات من قبل مكاتب FBI
والاستخبارات ...(هذه يبيلها قعده وموضوع آخر) ..الا اننا ولله الحمد والمنه نخرج في كل مرة بسلام ....
وكنا في لقاءاتنا الخارجية نقضي طوال الليل نتسامر(كان لي من اسمي نصيب معها)....
حتى اذا غلبني النعاس ارتميت في حضنها ونمت بينما هي تسهر طوال الليل للعناية والاهتمام بي....
وبالرغم أنني اهجرها احيانا للخروج مع أخريات من جنسيات متعددة سواء امريكية او مصرية
او مغربية او سورية او اماراتية او قطرية او شرق اسيوية...
الا انني سرعان ما اعود إليها نادما اذ لم اكن احس بالآمان إلا عندما ارتمي بين احضانها...
وكانت في كل مرة تستقبلتي بابتسامتها الجميلة وعبارتها الشهيرة "اهلا وسهلا" ولسان حالها
يقول "ماتعرف قديري حتى تجرب غيري"...
يالها من ذكريات جميلة... لكن ياترى هل ستغفر لي هالمرة هذه الغلطه...
خصوصا انني عاهدتها في آخر لقاء بأن اقطع صلتي بالأخريات ولا أعود الى الشقاوة
والحركات الصبيانية (اللي مالها داعي).... وبينما انا غارق في التفكير ..
قطع حبل افكاري (مو قطعه بس .. لا مزقه اربا اربا ) صوت الانجليزية ...
تناديني استعدادا للاقلاع ....نظرت الى حبيبتي.. وخرت دمعة شوق حارة من عيني ...
تركت اثرا ومجرى في وجنتي... وتمنيت استطيع أن اركض اليها واحتضنها وأسالها عن
الأهل والاحباب في وطني السعودية.. واقول لها "أبعتذر .. عن كل شيء .. الا الهوى ..
ماللهوى عندي عذر .. " . لكن حيل بيني وبينها فلوحت لها بيدي وارسلت لها قبلة شوق
وغلا ومحبة حملها الأثير اليها.... وغادرت بصحبة الانجليزية (ماله خاتمة) وعيني تطالعها
حتى اختفى عن ناظري جديلها اللذي يزينه شعار السيفين والنخلة...
سامر