لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ليتني طفله واكبر همي لعبتي

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    love3 ليتني طفله واكبر همي لعبتي

    ليتني.. !
    للكاتبه
    إيناس حسين مليباري
    مقال قصير جداً ولكن رائع بمعنى الكلمة لاتبخلوا على نفسكم بالقراءة والمرورهنا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    دومًا ما تَكثُر الأقاويل عِندما يَروقُنا أمرٌ ما، وإذا بَلغ السَّيلُ الزُّبى فَتُسارِعُ أَدمِغَتنا بِالتقاط مواطن مُعيَّنة في ذلك الأمر الخارق في الرَّوعة، ونَقوم بإنشاء وتَزاوج الجُمل؛ لِيصبح مَحلَّ تشبيه، ومن ثَمَّ تُصبحُ تلك الأمور بتشبيهاتها لُغتنا المُتداولة.

    أعلمُ يقينًا بأن الأسْطُر العُليا كَانتْ كَـ"شفرة دافنشي" في الغُموض، ولأن المرء جُبل على حبِّ رُؤية السَّماء صافيةً بلا غمَائم تُعكِّر صفْوَ تأمُّله؛ سَأُرفق مِثالاً، وسيكون ضَيفنا في هَذه المَقالة.

    كلُّ روح مُستَوطِنة الأرض عَاشت في زمنٍ آخر يُقال له: "الطُّفولة"، وبغضِّ النظر فيما إن كَانَ هذا الزمن - الطفولة - جيد أو غير جيد، إلا أنَّ الأغلب، إن لم يكن الجميع - حسبَما يُمليه عليَّ اعتقادي - يَتَّفق على أن لهذا الزمن مَقاييسَ بالكاد مُختلفة عن مقاييس الأزمان الأُخرى - المراحل العُمرية - وبينما نحنُ مُتفقون وسائِرون على هذا الدرب، تَملَّكَنا عِشقٌ لا مَحدُود لهذا الزمن، وَبِتْنا نُقلِّب "خَلايانا" العَقلية؛ لِنَعيش زمنًا ولَّى واندثر مُنذ أمد، فأصبحتْ "خَلايانا" تَستَحضره - زمن الطفولة - في كل حين، حَتى تَمكَّن من إيقاعنا في شِباكه، فأصبحنا نذكرهُ حَتَّى بيننا وبين حديثنا لأقلامنا!


    ولستُ هنا من أجل الحديث عمَّا سبق، فما حثَّني للكتابة أمرٌ قد يضرُّ أطفالَ أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ولأطوي طُول المسافة للوصول إلى المُراد إليكم بِهذه المَقولة، والتي تُؤمن بها أكثرُ من روح بشرية "ليتني طفلة وأكبر همِّي لُعبتي"، ولئنْ سَألني سائل عن العلاقة بين المقولة والضرر الذي قد يَجثو على أحباب الباري، فسأُجيب بأن: من أخبرك بأن أكبر همِّ الطفل لُعبته؟

    ولئن قال لي ذلك السائل: كون الطفل يُكثر من جُرعة بكائه فور اختفاء مصدر تسليته، بينما تُكسى تَقاسيمُ وَجهه ثوبَ السعادة فور عُثوره أو حُصوله عليها، فسأُجيب قائلة: وكيفَ يُمكن للاعب كُرة أن يُمارس هوايته دُون وجود كُرة يُجري عليها اختباراته؟! كذلك الطفل يبحثُ عن اللُّعبة؛ لأنهُ مُكتَشف بِطبيعته، وما يُثبتُ ذلك وضْعُ الطفل لكل ما استطاع أن يحصل عليه في فمه، لماذا؟ لأنه ببساطة يرغب في الاكتشاف.

    وهذا لا يعني أنه يَرغب في الحصول فقط على الاكتشاف بالكاد، هُناك أسباب كثيرة لسنا هُنا بصدد سردها، ولكن رغبته - الطفل - في مُزاولة "مِهنة الاكتشاف" هي من أولويات اهتماماته، وليست اللُّعبة بحد ذاتها.

    وعند الحديث عن الضرر المُتوقع حدوثه في حال إيمان واعتقاد الآباء بهذه المقولة، فسأكتفي بذكر واحدة، وستندرج الأضرار بعد ذلك بشكل مُترابط، أولها: انعدام فَهم الأمِّ - أو من يقوم برعاية الطفل - مِن فهم مقصده من الأمور، فإذا كانت اللعبة في نظرهم أكبر همِّه، فحتمًا سيتم تَجاهل رَغبته التي لن تَضر به شيئًا - حسبما يظنون - بينما يكْمن الخطر في فقْد الطفل لهَذه الرَّغبة الفطرية بالتَدريج، وبالتالي يُبرمَج عقله على كَبت الرَّغبات؛ نتيجة لإهمال رغبته، والتي كثيرًا ما يُقال عنها: "ما لها داعٍ"، وكثيرًا ما تُعبِّر الأمهات أثناء انشغالهن بأمور أخرى، بينما يسحب طفلها ثوبها مُرتجيًا إياها بأن تَهبهُ لُعبة، فيَقُلن: "مو وقتك"! بينما في حقيقة الأمر أنه إن لم يُشبِع الطفلُ رغبتَه في المرحلة العُمرية التي يسير بها، فَستتراكم لديه الرغبات، وسيتعلم طُرقًا وإستراتيجياتٍ خاطئة فيما بعدُ لإشباع رغباته.

    وإذا عُدنا إلى تلك المقولة، فلتَسمح لي أن أحرِّفها بشيءٍ من التحرير، لأجعلها هكذا:
    "لَيتني أملك قلب طفلة وأكبر همِّي اكتشاف ما بيدي".

    دومًا ما تَحثُّنا النهايات لبداياتٍ جديدة، قادتْني هذه المقولة لأمرٍ هام، ارتأيت ذِكره في هذا المقام.

    يقول جُوستاين غاردر في كتابه "سِر الصَّبر": "الكبر أشبه بانتشائنا بالأحاسيس التي تجعلنا نخلط ما بين الأشياء كلها، فلا يبقى عندنا في النهاية إحساس بأي شيء".

    لستُ هنا بصدد طرح مشكلة فقدان الكثير لرغبة الطفل في اكتشاف الأمور وتقليبها، ولا لسرد حلولها؛ لكنها دعوة للتأمل، ولإعادة النظر في أمورٍ كثيرة سحقناها بقصد، كانت بحاجة إلى أن تُعانق أسقف فِكْرِنا، فتجعلنا نخترِق السَّماء لنصنع قلادة، نحنُ صَانِعُوها.

    أختمُ حديثي بذكر مقولة لابن القيم، ولَكم مُطلق الحرية في عقد مُقارنة بين مقولته وتلك المقولة، من حيث مدى استيعاب كل منهما - ابن القيم وصاحب المقولة المجهول - لمرحلة الطفولة.

    "إذا جلستَ في الظلام، بين يدي الملك العلاَّم، استعمل أَخلاق الأطْفال؛ فالطفل إذا طلبَ شيئًا ولمْ يُعطَه بَكى حَتَّى يأخُذه، كُن أنتَ هَذا الطِّفل واطلب حاجَتك".

    إن أصبتُ فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Angel eyes
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    المشاركات
    18

    رد: ليتني طفله واكبر همي لعبتي

    يسلموووووووو على الطرح الجميل....

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: ليتني طفله واكبر همي لعبتي

    شاكره لك تواجدك تقديري
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب الوفا


    إبتسامة نقاء
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    لكْ الحمُد رّبيْ بِقدر مآنسّعدْ وّ نتألمْ ?
    المشاركات
    37,290

    رد: ليتني طفله واكبر همي لعبتي

    الله يجزاكم خير ع الطرح والمتابعه يارب
    بورك فيك وبموضوعاتك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •