الزملاء والزميلات ..
تحية طيبة ..
قبل أيام قرأت مقالا للكاتبة شريفة الشملان في مجلة المجلة ، تحدثت فيه عن مأزق القلم النسوي في المملكة ، أو مشكلته في التعبير الصريح عن ذاته منذ بدأ والى الآن . كانت الكاتبة تعلق على إجابات بعض الكاتبات السعوديات على أسئلة الإعلام التونسي خلال فعاليات الأيام الثقافية السعودية في تونس قبل شهر تقريبا ..
ثلاث كاتبات سعوديات معروفات قالوا ما معناه أنه لولا تفهم آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن لما استطاعوا الكتابة بأسمائهن الحقيقية بعد فترة طويلة من التستر تحت عباءة الأسماء المستعارة . وعلى ذلك علقت الكاتبة بما يمكن اختصاره بأن المأزق لازال موجوداً حتى داخل أسر محسوبة على الطبقة المتعلمة والمثقفة في شكل من أشكال الإزدواجية الفكرية ، وأضافت أن كثيراً من الأقلام النسائية التي باستطاعتها أن تكون ذات شأن في ساحات الإبداع لم تتمكن من الإستمرار ، اما لأنها ذابت في دوامة التنكر أو لأنها توقفت بسبب ضغط السلطة الذكورية في الأسرة ..
بعد قرائتي لمقال الأستاذة الشملان ، لا أدري كيف رحت أتذكر كثيراً من التجارب المشابهة في العالم العربي خلال زمن مضى له ظروفه واعتباراته ، ولكنها تكاد تكون متلاشية تماما الآن .. وهنا نحن نتحدث عن الكتابة في الوسائل التقليدية ، أي الصحف والمجلات ، ولكن مع الفتح الإلكتروني ( الإنترنت ) وجدنا أن عقدة الإسم تكثفت وتعقدت لتشمل الجنسين ..
لاحظوا معظم المنتديات العربية والمحلية على وجه الخصوص كي تجدوا بسهولة أن الأمور اختلطت ، وصارت نسبة كبيرة من الذكور تكتب بأسماء ورموز متنكرة .. لربما نتفهم الىحد ما تصرفاً كهذا عند التعرض لشؤون حساسة وخطيرة قد تصطدم مع الثابت الديني أو السياسي ، ولكن يصعب استيعاب الأمر حين تكون القضية لا تخرج عن مناقشة شؤون اجتماعية عامة أو قضايا وطنية أو هموم انسانية أو طروحات أدبية وثقافية ..
ان الهاجس الطاغي للتنكر أصبح قضية تستحق تأملها ودراستها ..
ما هو الجاثم على تفكير من يشارك في المنتديات ( ذكراً أو أنثى ) بإسم تنكري ؟؟
هل هو هاجس السلطة أم العائلة أم المجتمع أم عدم القناعة الذاتية بوجاهة ما يطرحه المشارك والمشاركة ، أم أنها مسألة تعود الىقصور وعينا بحقيقة أن الرأي يجب أن يمثل ذات الإنسان ، صائبا كان أم خاطئا ، ولا عيب أو ضير في ذلك ..
لقد أصبحت الرموز والأسماء التنكرية تشكل حاجزاً نفسياً يخل بالتواصل الإنساني السليم ، إذ من الصعب على الإنسان أن يتحاور أو يتواصل فكرياً مع أشباح ..
دعونا نفتح هذا الملف هنا اذا استحسنتم ذلك .. لماذا نعيش هذا الواقع ؟؟ وكيف يمكننا تجاوزه ؟؟
أتمنى أن تكون الشفافية والشجاعة والصدق هي روح النقاش .. ولكم جميعاً صادق الود ..