لو أن صديقك سرق منك هاتفك النقال أو مبلغ من المال
ألا تنهره ؟؟؟؟ فما بالك فى حديث هاتفى وقد سُـرق أكثر من
500 حسنة ؟؟؟ فإذا حاول محدثك أن ينال من فلان فأمنعه أو غير مجرى الحديث حفاظاً على الحسـنات
لو أن المصارف الاسلامية سياستها أن تسحب الأموال من أصحاب الغيبة. ووضـعها فى حسـاب من
تحدثوا عنهم ألا يصمتون بعد ذلك فى مجالسهم حفاظاً على أموالهم من الضياع ؟؟؟؟
و معرفتك بأن جهازاً يسـجل عليك كل كلـمة تصدر عنك , تجعلك ممسـكاً عن الكلام , أفلا
تجعلك معرفتك أن ملكين يسجلان عليك ومترصدين لكل كلمة أن تكون أكثر إمسـاكاً وصمتاً ؟؟؟؟؟
لو أن طفلك يؤذي أبناء الجيران والأقارب كلما لـعب معهم وتكرر نصحك له دون جدوى, ألا
تحبسه وتحرمه من اللعب ؟
فما أشبه اللسان بالطفل. فأطبق على كل كلمة بشـفتيك قبل أن تخرج فتندم.
قول إبن مسعود (أنصت تسلم من قبل أن تندم ) فردد جملة, قبل أن تندم .قبل أن تندم .دائما
لماذا لا تختصر الكلام كما تختصره فى المكالمـات الدولية, وتعلم بأن كل كلمة محاسـب فى ضياع
حسناتك كما هو فى ضياع أموالك .فالمفاجأة بفـاتورة تـلفونك يمكن تداركه وعدم العودة لمثل ذلك
ولكن عندما تفاجأ بضياع حسناتك فى صحيفتك يوم القـيامة وضياع الجنة. فالحسـرة والندامة أبدية .
لو أن صنبور الماء أنكسر, فأندفع الماء بقوة.… ألا تخاف وترتـعب من أن يغرق المطبخ والبيت فما
بالك لو أن الكلام المندفع منك أغرقك فى العذاب وأهـوال يوم القيامة فلا حول لك ولا قوة إلا الندم .
إذا سـافرت إلى بلد بعيد , وتحملت مشاق عدة أميال بالسيارة وعند الوصول للحدود أعادوا لك
الجواز وقالوا ليست لديك تأشيرة دخول. ألا تشـعر بالإحباط والحزن ؟؟؟؟؟؟؟
فما بالك بالحرمان من
دخـول الجنة التى لا عين رأت. ضـاعت إلى الأبد بسـبب كلمات قـيلت فى دقائق على الهاتف .
أفلا تسـارع فى ستر عورة رجل إذا حصل له حادث فى الطريق, فلا حول له ولا قوة فى إعانة
نفسه. فـما بالك لو أحدا أغتاب رجلا أمامك ؟؟؟؟ أى كشـف عن عيوبه, ألا تحاول تغطيته ؟؟؟؟
والكلمة أنت تملكها فإذا تكلمت بها صرت أسيراً لها ، قال معاذ بن جبل – رضى الله عنه – قلت يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول ؟ فقال : " ثكلتك أمك يا ابن جبل وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " رواه ابن ماجه و الترمذى و صححه .
فحصائد الألسنة من أعظم أسباب دخول النار ، يستهين بها العبد ولا يبالى بها وهى أشبه بسبع إن أرسلته أكلك ، ولذلك قال ابن مسعود : والله الذي لا إله إلا هو ما شئ أحوج إلى طول سجن من اللسان , فحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه ، مقبلاً على شأنه , فما عقل دينه من لم يحفظ لسانه .
منقول بتصرف