نازك الملائكة وما أدراك ما نازك الملائكة ، هي امرأة سبقت ولم تُسبق
وروحٌ فاضت لكنها بقيَت ، وعقل ممتلئ و أدب منفرِد ، نسيمها عنبَر و قولها سكّر و وصفها حتماً من القولِ أكبر
فهيا معاً نُبحِر في نازك الملائكة*
نازك الملائكة شاعرة و أديبة عربية من العراق وُلدت في 23 آب 1923 في بغداد و تخرجَت من قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة و حمَلت درجة الماجستير في الأدب المقارن و تعينت أستاذة في جامعة بغداد ثمّ جامعة البصرة ثمّ جامعة الكويت
و لها باعٌ طويل في الشعر والأدب وهي ثروة أدبية يجب على كلِّ عربي ألا يغفلها*
يُقال أنها أول من كتب الشعر الحُر أو أنها من أوائل كُتابِه
و هي صاحبة القول الشهير :
من أين يأتينا الألم من أين يأتينا !
آخى خُطانا من قِدم ورعى قوافينا
اختارت العزلة بعد حرب الخليج الثانية سنة 1990 واختارت مِصر معزِلاً لها و توفيت سنة 2007 م عن 85 سنة .
لها العديد من الدواوين الشعرية *
عاشقة الليل 1947,نشر في بغداد, وهو أول أعمالها التي تم نشرها.
شظايا الرماد 1949.
قرارة الموجة 1957.
شجرة القمر 1968.
ويغير ألوانه البحر 1970.
مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977.
الصلاة والثورة 1978.
ونازك الملائكة إلى جانب كونها شاعرة رائدة فإنها ناقدة متميزة، وقد صدر لها
قضايا الشعر الحديث ،عام 1962.
التجزيئية في المجتمع العربي ،عام 1974 وهي دراسة في علم الاجتماع.
سايكولوجية الشعر, عام 1992.
الصومعة والشرفة الحمراء.
كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
ولزيارة صفحة قصائدها في موقع أدب
http://www.adab.com/modules.php?name...hid=32&start=0
وهذه مقتطفة من شعرها .
ـــــــــــــــ
أين نمضي ؟ إنه يعدو إلينا*
راكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُ*
باسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إلينا*
طافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُ*
سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا*
***
إنه يعدو ويعدو*
وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا*
ماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّ*
إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا*
في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا*
***
لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّ*
قدماهُ الرّطبتانِ*
تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ*
إنه قد عاث في شرقٍ وغربِ*
في حنانِ*
***
أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِ*
حولَ أكتافِ المدينهْ ؟*
إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْ*
ساكبًا من شفَتَيْهِ*
قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ*
***
ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديما*
إنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا*
وله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَانا*
إنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما*
كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا*
***
نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِ*
وسنؤويهِ ونمضي*
إنه يتبعُنا في كل أرضِ*
وله نحنُ نصلّي*
وله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ*
***
إنه الآن إلهُ*
أو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْها ؟*
إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيها*
إنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُ*
من لنا الآنَ سواهُ