الأمسية السابعة
ديوانية الذروي
بصالون الشيخ/ إبراهيم بن حسن الذروي
شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع
ليلة الخميس الموافق للرابع والعشرين من شهر المحرم لعام 1432هـ
عنوان الأمسية :
( الشيخ علي بن مديش بجوي رحمه الله سيرة علم وشعر )
ضيوف اللقاء :
فضيلة الشيخ / أحمد بن بشير معافا قاضي تمييز سابقاً ــ وعضو مجلس منطقة جازان
الشاعر الأستاذ / يحيى بن إبراهيم شعبي.
أدار الأمسية مدير الديوانية الأستاذ/ عبده بن حسن سيد.
وأدار الحوار الأستاذ/ ناصر بن أحمد بشير معافا.

بدأ مدير الديوانية بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على رسوله الكريم ثم رحب بضيوف الأمسية وبالحضور ومن ثم قدم لمحة موجزة عن سيرة الديوانية وأمسياتها السابقة...
ثم ذكر بأن الديوانية لا تقتصر على الأدباء بل كذلك الأعلام من أهل العلم والفضل ممن لهم اهتمامات أدبية فهذه الليلة الاستثنائية تقدم الديوانية تكريما لعلماً من أعلام المنطقة قاضياً وشاعراً وسياسياً وصاحب جهود وسيرة عطرة.. سيرة العلم والشعر ...
ثم انتقل الحديث إلى الأستاذ ناصر معافا مدير الحوار حيث تقدم في مستهل حديثه بالشكر والتقدير لصاحب هذه الديوانية الذي حمل على عاتقه جزءا كبيرا من هموم وطنه ومنطقته وشرع في الحديث عن الشيخ بن علي مديش بجوي رحمه الله فعرف بالشيخ بإيجاز من مولده وحتى مماته رحمه الله ...
فالشيخ علي مديش بجوي رحمه الله ولد عام 1359هــ بقرية الجاضع بجازان والتحق بالكتاتيب آنذاك حتى دخل إلى مدرسة الشيخ ناصر خلوفة في المرحلة الابتدائية وبعدها تلقى تعليمه المتوسط في المدرسة الأميرية بجازان ثم التحق بالمعهد العلمي بصامطة في عام 1374 هـ ثم التحق بكلية الشريعة في الرياض في عام 1380هـ وتخرج عام 1384هـ ثم كلف بالقضاء من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتشفع بالشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله و المتواجد حينها في الرياض ولم يتمكن الشيخ علي بجوي من الفكاك من القضاء حيث عين بمحكمة جازان وأدى عمله بها قاضيًا على أحسن حال وأكمل وجه متبينًا في أحكامه ساعيًا بالخير بين الناس، ثم نقل إلى مكة المكرمة قاضي تمييز فكان سعيدًا بجوار بيت الله الحرام ، ثم اختير عضوًا بمجلس الشورى، حيث كان ذا رأي نافذ و بصيرة ثاقبة وقبول لدى المسئولين.
ثم ترك الحديث لفضيلة الشيخ أحمد بشير ليتحدث عن حياة وعلم وعمل الشيخ علي مديش وبدأ حديثه بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله وشكر الشيخ إبراهيم بن حسن الذروي صاحب الديوانية على جهوده المبذولة و دعا له بالبركة على هذه الديوانية المباركة وبدأ بالحديث عن زميله وصديقه الوفي الشيخ علي بن مديش بجوي رحمه الله... وقال ما أنا إلا بضعة من الشيخ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعه سوف يرى ... وهذا من سعي الشيخ رحمه الله...
كان معروفاً بنشاطه يزور الكبير والصغير ويجود بنفسه وماله وتجده في أي عمل خيري في المقدمة... ألزم على تولي القضاء من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم فعين قاضيا في المحكمة العامة بجازان وكان يعتبر رئيساً للمحكمة بل كان يقوم بكل مهام الرئيس وكان يناصح القضاة وكان حازماً معهم وليناً في خلفهم... كان يزورني في محكمة العارضة رغم المشاق آنذاك في السير وليس لأحد سيارة إلا هو في حينها... كان يشاورني أنا والشيخ علي زولي رحمه الله في أي أمر يريد العزم عليه...
كلف بأن يكون عضواً في لجنة ترسيم الحدود اليمنية السعودية في عهد الملك فيصل وكان عضوا في مجلس الشورى فهو فضيلة وسماحة ومعالي فقد تقلد هذه المناصب فضيلة عندما كان قاضياً وسماحة عندما كان في محكمة التمييز ومعالي عندما كان عضوا في مجلس الشورى وما أوتي هذه المناصب إلا بفضل الله ثم بفضل جهوده العظيمة وثقة ولي الأمر...
ثم تحدث عن معاملته مع المراجعين والمتخاصمين في المحكمة ...
تم تحدث عن خلقه وفضله فليس بالمتعالي ولا بالمتدني... ثم تحدث عن كرمه وأن بابه دائماً مفتوح لا يغلق فهو مفتوح للعام والخاص بل كان يرفض غلق بابه ويوصي أبناءه بهذا... ثم تحدث عن وفاءه مع اصدقائه وأحبائه فذكر وفاءه مع أصدقاءه وخاصة المرضى فكان يسعى لهم ولعلاجهم ويطلب لهم الإخلاء الطبي بل كان يرافقهم في المستشفى حتى يخرجوا منه متعافين وذكر قصته مع الشيخ الأستاذ الشاعر حسن قاضي وكيف وقف معه وقصته مع الشيخ علي زولي وكيف أدخله المستشفى وعالجه بالحيلة فقد كان الشيخ علي زولي لا يدخل المستشفى أبداً...
ثم تحدث عن علاقته بملوك هذه البلاد المباركة فكانت علاقته بالملك فيصل رحمه الله علاقة قوية يقول زرنا الملك فيصل في الحج فكان يجلس بجانبه وكان الملك فيصل يتحدث معه كما يتحدث الأب مع ابنه فكان يحدثه عن فقر المنطقة وحاجتها للتنمية...
ثم ذكر علاقة الشيخ علي بن مديش بجوي مع الملك خالد ـ رحمه الله ـ فكان دائماً ما يزور الملك في مجلسه...
ثم تحدث عن علاقته بالملك فهد رحمه الله فيقول كان الملك فهد يقربه في مجلسه وكان يتصل به كثيرا وكان يتحدث معه طويلا يقول مرة كنت معه فاتصل عليه الملك فهد فجلس يحدثه قرابة الساعة وهو يتحدث معه وكأنه يتحدث مع أحد أصدقائه وزملائه المقربين... بل وكان يطلب منه زيارته في منزله الخاص وكان الشيخ علي بن مديش رحمه الله ينقل له كل ما يراه في المنطقة حتى أنه يصور له بعض الأماكن في المنطقة ويعرضها على الملك ويقول له أبناء المنطقة في ذمتك.وكان الملك يحب ان يسمع ذلك منه . وذكر قصصاً في وفاء الشيخ لأبناء منطقته عند الملك فهد فذكر على سبيل المثال قصة تعويضات أهالي أبو عريش في مد قنوات السد وكيف أنه حدث الملك عن حاجتهم لهذه التعويضات بعد أن كتب أحد المغرضين بأنهم لا يستحقون التعويض عنها فأمر الملك فهد رحمه الله بصرف تعويضاتهم في الحال...
أما علاقته بملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقال الملك عبدالله ملك الإنسانية جمعاء فكيف بمن يخدم الإنسانية والوطن الشيخ علي بن مديش رحمه الله فقد كانت علاقته معه علاقة قوية ويكفي في ذلك أن الملك عبدالله حفظه الله زار الشيخ في المستشفى في مرضه وكان يتصل عليه عندما كان في ألمانيا يتلقى العلاج هناك...
ثم ختم فضيلة الشيخ أحمد بشير حديثه بالدعاء للشيخ علي رحمه الله وأن يسكنه فسيح الجنان وأن يجمعنا به في مستقر رحمته ...
.............................. ......
ثم انتقل الحديث للأستاذ الشاعر يحيى بن إبراهيم شعبي الذي تحدث عن أدب الشيخ علي مديش بجوي وعن ديوانه الأدبي ( نبض القوافي ) فقال عنه أن الشيخ لم يخلع عباءة القضاء في هذا الديوان... كان شعره وسيلة وليس غاية كبقية الشعراء... ولم يقل شعرا إلا لمناسبة وحدث...
وأمتعنا بقراءة بعض القصائد من ديوانه...
.............................. ......
ثم انتقل الحديث إلى فضيلة الشيخ علي بن شيبان العامري رئيس المحكمة الجزئية ومحكمة الاستئناف فاستهل حديثه بالحمد والثناء على الله عز وجل ثم الصلاة والسلام على رسول الله وبعد :... فشكر الشيخ إبراهيم بن حسن الذروي صاحب الديوانية على هذه اللقاءات التي تعرف بإعلام المنطقة وتخدم المنطقة وتخدم أبناءها تجمعهم في مثل هذه الديوانية الطيبة التي فيها ذكر لله تعالى ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإما ذكر للأدب والشعر وتعريفا بالأعلام من أبناء المنطقة الأوفياء الذين خدموا المنطقة...
و شكر فضيلة الشيخ أحمد بشير معافا على حديثه الجميل واسلوبه الشيق وعباراته التي ذكر فيها حياة الشيخ على مديش رحمه الله وأشكر الابن يحيى الذي علق على ديوانه...
ثم تحدث عن مكانة الشيخ على مديش رحمه الله الإجتماعية العالية التي كانت لوالده من قبله في المنطقة وكيف كان محباً للعلم والتنافس فيه... وكان مرجعاً للجميع من طلاب العلم ومشايخ المنطقة وقضاتها بل ويعرف ولاة الأمر بما تحتاجه المنطقة من خدمات...
.............................. ......

ثم انتقل الحديث للشيخ قاسم بن علي شماخي مدير تعليم البنات في منطقة عسير سابقاً فقال متحدثا أثني وأثلث بالشكر والتقدير لشيخ إبراهيم الذروي على هذه الخطوة والمبادرة التي أسس بها هذه الديوانية التي تجمع هذه الوجوه المضيئة والعقول النيرة...
ثم تحدث عن علاقته بالشيخ فكان زميلا منذ الصغر فقد درسا سويا في المعهد العلمي وكلية الشريعة... وتحدث حديثا طويلا عن الشيخ وعن كرمه وجوده وتفانيه في خدمة أخوانه وخدمة منطقته ووطنه ...
ثم فتح الأستاذ ناصر بشير معافا للحضور المداخلات في دقيقتين فكانت أول مداخلة للأستاذ محمد بن أحمد حمود آل خيرات عضو مجلس المنطقة والمشرف التربوي بتعليم جازان فشكر الشيخ إبراهيم صاحب الديوانية على هذه... ثم تحدث عن الشيخ علي مديش رحمه الله فوصفه بأنه كان نابغاً منذ صغره فقد ألقى قصيدة أمام الملك سعود في صامطة عند زيارته للمنطقة في عام 1374هـ وعمره آنذاك لم يتجاوز الخامسة عشر سنة وأورد قصصاً تدل على وفاء الشيخ وخدمته لأصدقائه وأبناء منطقته...
.............................. ......
ثم كانت هناك مداخلة خارجية خطية من الملحق الثقافي في سفارة المملكة في جمهورية تشاد الشيخ أحمد بن عيسى لاحق الحازمي فشكر صاحب الديوانية الابن الشيخ إبراهيم بن حسن الذروي وتمنى أن يكون بين هذا الجميع المبارك في هذه الأمسية المباركة التي تتحدث عن هامة شامخة وعن علم من أعلام المنطقة من الذين خدموا وأخلصوا للوطن و ولاة أمره الكرام ثم ختم مشاركته بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بالشفاء العاجل.
.............................. ......

ثم داخل الشيخ العباس بن أحمد عبدالفتاح الحازمي وشكر في مقدمة حديثه الابن الشيخ إبراهيم بن حسن الذروي على هذه الديوانية وشكر الحضور من المشايخ الفضلاء ثم ذكر تعليقين الأول وجهه لأبناء الشيخ وأوصاهم بالحفاظ على هذا التراث من الذكر الطيب لوالدهم... والتعليق الثاني كان موجها للشيخ إبراهيم بن حسن الذروي صاحب الديوانية وأوصاه بأن يمشي في هذه الديوانية بخطى ثابتة وعدم التكلف فيها حتى تستمر وينفع الله بها أبناء المنطقة...
ثم أردف حديثه عن الشيخ علي بن مديش بجوي وذكر بأنه رجل شجاع ضحى بنفسه وماله و وقته في سبيل خدمة الوطن وأهل منطقته وكيف أنه استطاع أن يكسب ثقة ولاة الأمر وما ذلك إلا بإخلاصه لوطنه وأن ولاة الأمر إن وجدوا الثقة في المواطن يعطوه كل الصلاحيات التي تعود بالنفع على هذه البلاد المباركة وذكر أن الشيخ علي بن مديش بجوي لم يكن شاعرا بالفصحى فحسب بل كان يجيد الشعر النبطي وخاصة شعر أهل نجد وكأنه واحد منهم ... وفي ختام حديثه دعا للشيخ بالمغفرة والرحمة وأن يجمع الحضور به وكل محبيه في جنات النعيم ...
.............................. ......

ثم داخل الشيخ إياس بن علي مديش بجوي فشكر الله عز وجل على هذا الجميع المبارك و وجه شكره للشيخ إبراهيم بن حسن الذروي على هذا الجمع المبارك وشكر الحضور على كرمهم بوقتهم ... وقال تمنعت من الحديث خوفا من أن أكون مقصرا في الحديث عن والدي فأكون بذلك عاقا له وخشية أن تسبقني العبرات...
وذكر موقفا له مع الملك فهد رحمه الله في جزيرة ثول فقد كان بصحبة والده فصلينا الجمعة وبعد الصلاة قال لي الملك فهد رحمه الله بالنص والدك رجل دولة ونعرف قدره وأنتم لا تعرفونه كما نعرفه وضرب على صدري وقال لي أشكر الله أنك ابن لهذا الرجل... وأذكر أن باب والده لا يقفل أبدا وأن والده مرة عنفه لما وجد الباب مقفلاً وقال له كيف لو جاء أحد من جيزان فوجد الباب مغلقا .....
.............................. ......

ثم ختم اللقاء باحتفاء الديوانية بتكريم الأستاذ موسى حاوي الذروي على مؤلفه الأول ( كلمات علمتنيها الحياة ) فتحدث الأستاذ موسى فشكر أخيه وصديقه الشيخ إبراهيم بن حسن الذروي على هذا الاحتفاء ثم تحدث عن سبب تأليفه لهذا الكتيب وأنها عبارات جمعها على مدى سنوات في خلواته وتأملاته ليستفيد منها في حياته الشخصية وكان يرددها بينه وبين نفسه...
.............................. ......

ثم تقدم صاحب الديوانية فطلب فضيلة الشيخ أحمد بن بشير معافا أن يسلم الدرع للأستاذ موسى حاوي الذروي
وقدم الدكتور محمد مريع كناني هدية قدمها كذلك فضيلة الشيخ أحمد بن بشير معافا للأستاذ موسى...
ثم ختم صاحب الديوانية بكلمة فقال فيها:

الحمد الله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وأصلى على واسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد: أصحاب الفضيلة أيها الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فضيلة الشيخ الوالد أحمد بشير معافا أشكر لك تلبية الدعوة والحديث الممتع عن فضيلة الشيخ الراحل ...
أخي الشاعر ابن الشاعر يحيى بن إبراهيم شعبي أشكر لك تلبية الدعوة وما قدمته في هذه الليلة الجميلة في ذكرى الراحل...
أخي الأستاذ موسى بن حاوي الذروي أخي وصديقي المبدع والمتميز كتابك جميل وعباراتك التي هي صيد خاطر و حكم حكيم فهي نتاج مميز...
الأستاذ ناصر بشير معافا شكرا لك على تقديمك الرائع لأمسيتنا هذه الليلة الفريدة من نوعها...
أيها الحضور الكرام إنني لفي سعادة وأنا استضيف شخصية كبيرة وقامة شامخة وشامخ لا ينكسر رجل همام جري ومقدام قوي تغلغلت الوطنية في قلبه وسما بنفسه وهمته ليبلغ السما وينال كل حلم ويصل كل قمة رفع جازان واسمها ونافح عنها في كل مجتمع ومحفل فصار علما يشار إليه بالبنان تنوعت مواهبه وتعددت صفاته قاضي وسياسي وشاعر بارز في كل محفل يتصدر مجلس ولاة الأمر مخلص لوطنه و ولاة أمره عرفته واستضافني في منزله و وعدني بزيارة لمنزلي بعد عودته التي لم يعد منها ...
وهذا اللقاء وهذه الأمسية هي بعض الواجب تجاه رجل أحببته من قلبي وكنت ومازلت أفخر به...
شكرا لكم أبناء الشيخ علي مديش فضيلة الشيخ إياس وأبناء وأخوان معالي الشيخ الوالد علي بن مديش وجميع من حضر من أهله شكرا لكم جميعا أحياء هذه الليلة البجوية الاستثنائية والحضور أكبر شاهد على ذلك ... والشكر موصولا لكل من داخل وشارك...
وفي الختام نرفع أكف الذراعة الي الله بأن يعيد خادم الحرمين سالماً غانماً معافاً إلى وطنه ...
ثم قدم الشيخ دروعا تذكارية لضيوف اللقاء...ويظهر في الصورة الاستاذ/ يحيى ابراهيم الشعبي مبتسما"

شكرا" لأسرة الذروي على هذا الوفاء لادباء صامطة