لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مغازلجي تائب ... (قصة حلمنتيشية )

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية واحد يحب صامطة
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    57

    مغازلجي تائب ... (قصة حلمنتيشية )

    كان مسالماً وادعاً ..

    في نظراته السلام بكل معانيه وحقائقه ، وفي طريقة كلامه تطل البساطة بأبهى صورها ، معلنة أن الناس لا زالوا على الفطرة ، وفي حركة يده والتفاتته ما يجعلك تحبه من أول نظرة .

    نشأ في بيئة مرصعة بالصدق والحب والإخاء ، لا يعرف للكذب طريقا ، ولا للخيانة مسلكا ، دينه الوضوح التام ، ومأكله ومشربه حب الخير للغير ، يقضي يومه في حلقة مليئة جميلة ، من بيته إلى مسجده إلى عمله .. وهكذا دواليك .

    عاش ما عاش سليماً من آفات القلوب وكوارث العقول ، ومكث ما قُدِّر له حراً طليقاً من آسار بلا أغلال ..

    حتى جاء يوم لا كالأيام .. وليلة لا كاليالي

    رنين الهاتف الصاخب يحطم كل جدران الصمت ، ينحرها على غير قبلة

    توجه إليه ، وهو يحادث قلبه ، (لعله صديق صدوق) ، أو (أخ في حاجة) .. بل (لعلها أمي الحبيبة) .. في أثناء ذلك عثرت رجله ، فحوقل واسترجع ، سقط وإذا به منبطح على الأرض ، وإذا يده على سماعة الهاتف ..

    - مرحبا ..

    = الووووووو (صوت ناعم لم يسمعه من قبل)

    - من يتحدث معي ؟

    = هذا منـزل تغريد ؟

    - لا .. أخطأتي الرقم أختي الكريمة ؟


    أغلق الهاتف .. وقام لبعض شأنه .. وإذا رنين الهاتف ينحر الصمت مرة أخرى
    - مرحبا

    = هذا منـزل تغريد ؟

    - لا .. ألم تتصلي من قبل ؟

    = أحببت أن أتأكد .. ولكن

    - ولكن .. ماذا ؟

    = يبدو عليك أنك من المثقفين ؟

    - الحمد لله ..

    = أنا أحب الثقافة .. وأكتب الشعر .. أسمع هذا البيت

    - يا أختي .. أنا ..


    لم تمكنه من الإكمال قائلة :
    - صوتك في القلب يسري --- فبات قلبي في لظى الجمر

    - ولكن على أي أوزان الخليل هذا ..

    = من هو الخليل ؟ لا أعرفه

    - إذن .. كيف تكتبين الشعر ، ولكني سأعدها خاطرة

    = ألف شكر على ذوقك ولطفك .. حقيقة أنت لطيف جداً

    * احمرت وجنتاه .. وبح صوته ..

    - شكراً لك .. وأيضاً أنت كذلك ..

    = هل تقرأ شعر نزار أم أنت من قراء شعر عمر بن ربيعة ، هل تعرف وضاح اليمن ؟

    - نعم أعرفه وأعرف قصته ..

    = تعجب من الحب .. وكيف يفعل بالمحبين ؟

    = هل أحببت من قبل ؟

    - ...

    = أرجو أن لا أكون قد سببت لك إزعاجاً

    - لا .. لا .. ولكن ..

    - أنا لم أجرب الحب ، قرأت عنه كثيراً في دواوين العرب

    = للحب حرفان ولكنهما ساحران ؟

    - صحيح .. هما حرفان ..

    = سعدت بالحديث معك .. سأتصل عليك مرة أخرى ..

    - ...


    ذهول تام
    عيناه تسمرتا في سقف المنزل ، أطرافه لا تتحرك ، جلس يتحسس أذنه ، هل أنا في حلم ، ماذا جرى .. أأنا أكلم امرأة !! ، أحادثها أتباسط معها !! .. لا .. لا .. أكاد لا أصدق .. سأخرج .. سأبتعد .. لأنسى ما جرى


    من الغد .. وفي نفس الوقت .. رنين الهاتف .. مكث برهة يحادث نفسه .. إنها هي .. نعم إنها هي .. وفي لمحة خاطفة .. رفع سماعة الهاتف ..
    - ألوو

    = ألووووووووو .. مرحبا .. كيفك حبيبي

    - على ما يرام .. كيفك حبيبتي


    ثم انطلقا في سفر من الغرام بعيد ، وحديث يتبعه حديث .

    تواصلت المكالمات وكثرت .. وما كان ممنوعاً صار محبوبا .. وما كان محرماً صار هنيئاً مريئاً ..

    مرت الأيام وهو على تلك الحال ، ماضٍ في سراديب الغواية ، منحدرٌ في دركات اللهو والغفلة ..

    حتى لاح فجر التوبة في أفق الهداية ، وانجلت غيمة البؤس عن محياه النضر ، فآب إلى ربه وتاب ، واستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ، فصلى ركعتين ، وتحدرت دموع صادقات على وجنتيه ، وأنشأ يقول :

    يا رب قلبي أزمنا ---- حين اللعين تمكنا

    زلّتْ به الأقدام في وحلٍ ---- وقد رام الخنا

    هتفت به هتّافة ---- يا ويلها تبغي الدُّنى

    فأجاب دون ترددٍ ---- وكأنها فرص المُنى

    حادثتها فتمكنتْ ---- منّي وكنتُ الأرعنا

    ولو انني أجْبهْتُها ---- لغدوتُ منها صيّنا

    لكنني أسلمتها ---- نفسي فصرتُ المُغبنا

    قد كنتُ في بحبوحةٍ ---- في راحةٍ أجني الجنى

    أغدوا وأعدوا آمناً ---- من أن أُراع وأُحزنا

    حتى تغشى القلب فا ---- تنةٌ فأمسى مُدمنا

    ولهان أبغي كلمةً ---- منها لتحْيي الأغصُنا

    وأظل في قلقٍ إذا ---- ما الصوت عني أحرنا

    طوراً أقوم وتارةً ---- أهوي على نار العنا

    يا رب إني قافلٌ ---- عن درب ربّاتِ الخنا

    فاغفر لعبدٍ تائبٍ ---- ضل الطريق وما ونى

    قـــــــــلتُ :

    هنّ النساء بكيدهنـ ---- ن يصِدْنَ لا صيد القنا

    يرمِين بالألحاظ سهْـ ---- ـماً ما يجاوز لُبّنا

    ويفِلْن بالغنج الرهيـ ---- ـب جحافلاً من صبرنا

    وإذا طرقْنَ القلب قا ---- ل بسكرةٍ .. ها قد أنا

    وإذا هززْن رماحهـ ---- ـنّ هتكْنَ سِتراً واهنا

    وبكلٍ سُمٍّ قاتلٍ ---- يرمين قلباً مُحصنا

    النار تحت ثيابهـ ---- ـنّ تُذيب أركان البِنا

    والموت ينصِبُ مكمناً ---- منهنّ يا لَلمكنا

    ولقد خُلقنَ وإنهـ ---- ـن بلية تحوي العنا

    فاصرف فؤادك سالماً ---- منهن والتحِف السّنا

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مغازلجي تائب ... (قصة حلمنتيشية )

    حيرة:



    حيرة:




    قصة فعلا مليئة بكل لغات العصر الزائف ,,

    هما هكذا ,,,
































    ان سألت يوما من هما ,,ستجد جوابا شافياً





    اخي وعدٌ بالعودة ابرمة معك اعجابي بقصتك

    مع حبي
    القبس

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية التاريــــــــخ
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    المشاركات
    2,656

    رد : مغازلجي تائب ... (قصة حلمنتيشية )

    شكراً لنقلك الهادف
    ........ قصة كلها عبر .........
    ...... أسأل الله أن يجزيك من الخير أقصاه .......
    .......... ومن الثواب أعـــلاه .........
    ....... ومن الأجـر أسماه .......

    تحياتي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •