يقول ابن القيم رحمه الله الإمام الزاهد طبيب القلوب في كتابه الفوائد واصفاً الدنيا :
الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج ، والسير في طلبها كالسير في أرض مسبعة - أي كثيرة السباع - السباحة فيها كالسباحة في غدير التمساح .
وقال يحي بن معاذ العقلاء ثلاثة : من ترك الدنيا قبل أن تتركه ، وبنى قبره قبل أن يدخله ، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه .
وقال عيسى عليه السلام : مثل طالب الدنيا كمثل شارب ماء البحر ، كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً حتى يقتله .
وأعظم سبب للزهد في الدنيا ذكر الموت على الدوام فإنه ما ذكر أحد الموت إلا هانت الدنيا في عينيه .
فلا إله إلا الله : كم من أناسٍ تحت التراب ينعّمون والناس من حولهم يصيحون .
ولا آله إلا الله : كم من أناس تحت التراب يعذّبون والناس من حولهم يضحكون .
ولذلك كان أبو الدرداء كثيرا ما يجلس إلى المقابر ، فقيل له في ذلك فقال : أجلس إلى قوم يذكرونني بالآخرة وإذا قمت لا يغتابونني