((حين تصبح الأفكار سلطة فإنها لن تكون أفكاراً, ستكون سياطاً وعصياً وأكثرها إيلاما هوما كان باسم القداسة والدين والأخلاق))
((عبد الله ثابت))
يجول بخاطري قصة ذلكما الراهبان اللذان كانا يريدان قطع النهر فوجدا من دونه امرأة تذود تريد قطعه ولم تستطع وكان أحدهما كبيراً في السن والآخر شابا فحملها كبير السن على ظهره وأوصلها إلى الضفة المقابلة من النهر ثم مضيا إلى حالهما .. أحدث هذا الموقف ضجيجا بداخل الراهب الشاب ولم يهدأ الراهب الشاب إلى أن أشار إلى الراهب الكبير
بفداحة خطأه الذي ارتكبه بحمل تلك الفتاة على ظهره لما في ذلك من تدنيس لطهارتهما كما يزعم فأجابه الراهب الكبير بكل هدوء وقال له يابني:أنا حملتها فوق ظهري وأنزلتها عند الضفة المقابلة أما أنت فقد حملتها في عقلك وقلبك ولم تستطع إنزالها حتى الآن .
حين تصبح حياتنا مضماراً لقناعات متحجرة تجول بها كيفما تشاء , قناعات دثرت بدثار الدين والأخلاق! مقيَِِدة في ذاتها مقيِدة بطبيعتها لنا لتصبح هي البوصلة التي يجب علينا أن نتبعها في تحركاتنا عندها يجب علينا أن نقف ونتخذ موقفاً جادأً تجاه المنظرين لهذا الفكر البائس, فالحرية هي روح الدين الحنيف وكذلك هي أخلاقياتنا لا تسمح لنا بانتهاك خصوصية الغير تحت أي مسمى ًكان.
إن الفكر السقيم الذي يصور لبعض الناس أنهم على قدر كبير من التدين والأخلاق!! حقيقة هو ترميم لما يخفونه من تصدعات وانهيارات لدعائم الثقة بأنفسهم فهم لا يستطيعون الإفصاح عن ما يختلج في صدورهم وبالتالي هم لا يستطيعون عيش حياتهم كما يريدون.. هم باختصار لا يستطيعون كسر "التابو" الذي يطوقهم أنى اتجهوا !! هم أناس تحكمهم ثقافة القطيع جبلوا على الإنقياد فاختاروا الدين والأخلاق رمزية لخنوعهم ليجدوه مبرراً لضعفهم وعجزهم عن تعاطي الحياة كما يريدون فاعتقدوا جزافاً بأنهم أصبحوا مخولين للخوض في أعراض الناس تحت راية "كنتم خير أمة" فباتوا يهتكون خصوصية البشر ويصادروا حرياتهم من منطلق "من رأى منكم منكرا" ودين الحق..دين الحرية.. دين الجمال .. دين الحب ..دين الستر .. براء منه , وحزمة الفضائل التي أشربناها مع حليب أمهاتنا تعلن احتجاجها ورفضها لهذه الفضلات الفكرية .