كانت الدموع تنساب على وجنتيها المحمرتين ..
منها ما يمر بجوار أنفها .. وشيء يأتي على وسط الاحمرار ..
رأيتها وهي تمرر أناملها لتجفف الدموع فيلتقي الجمال على الجمال ..
ثمة دموع كانت تلتقي مع أطراف الشفتين .. تناولتها بأصابعها .. فياله من مشهد بديع .. جد بديع
كلما تألمت نكست رأسها فتتهاوى خصلات شعرها وكأنها خيوط من حرير ..
يقف من حولها لعزائها .. ترفع رأسها .. تسمعهم .. تتنهد .. تتناول شفتها .. تعض عليها .. ينكشف نحرها وشيء من صدرها .. .. فياله من مشهد بديع .. جد بديع ..
كانت كذلك .. دموع .. احمرار .. عض على الشفاه والأنامل .. تنهدات ..
هكذا تخيلتها .. ..
فاجأتني بصوتها ..
ما هذا الألم .... ؟؟
كانت تتقاطر الآلام من صوتها الحزين ..
مهلا ..
قالت : إنه ولدي الوحيد ..
أقفلت الهاتف ..
حاولت ..
لم تجب ..
فقط .. أرادت أن تخبرني .. فالعهد بيننا بعيد ..
جال الخاطر معها .. مع الألم .. مع الذكرى ..
أيها القلم شيء من قول جميل ..
صحت به .. صحت بها .. لا تحزني .. صبر جميل ..
كان طائر الحب معنا : أي صبر ومن تحب تنوي الرحيل ..
............. ناديته ............ هي من علمتني الصبر ................
ضرب بجناحيه مستبشرا وحملته ما أريد :
سيدتي .. لا تحزني ..
قلبك النقي ..
روحك الزكية ..
جسدك الطاهر ..
أحاسيسك ..
مشاعرك ..
أنت لا تصلحين للحزن .. والحزن لا يصلح لك ..
أنت نهر الحياة ..
أنت نهر العطاء .. أنت نهر الحب والوفاء ..
سيدتي بربك لا تحزني ..
سيدتي .. أشعلي الدنيا بشموع قلبك .. توهجي ..
راقصي الحياة ..
خاطبي الأحلام ..
جالسي الآمال ..
استدرجي الخيال ..
سيدتي .. مكانك هناك ..
على كواكب الإبداع .. فوق نجوم الخيال ..
هناك .. في أقصى الأفق .. على ذرى المستحيل ..
سيدتي أنت الأفق .. أنت الحلم .. أنت السعادة .. أنت كل شيء ..
.........................
أنت تلك الغيمة الماطرة الداكنة الثقيلة ..
أمطرينا ..
أمتعينا ..
بربك لا تحزني ..
وأنت أيها الحزن عليك الرحيل ..