كالوقوف على أرض غريبة ، وقفت على صدرك
أتحسس التربة وألتفت مع كل صوت يطلقه طائر ما ، أتفحص وجوه السيارة واثارهم
الشجر والمباني التي نتأت على عمرك ، ووعودك التي لازالت مخطوطة بخط طفولي فوق قلبك كما هي
وأنا أحبك .. أراك لازلت تنبض بها وتصمت دونها ، طفل أنت مهما بذلت لتكبر
باتساع الحيز الذي تسكنه أكتشفُ أنك تكبر حقا ، بطريقة غريبة أشعر بك تتمدد ، وتخطو بي باتجاهك تماما ، تدرك حاجتي للمجيء إليك بك ، للموتى طريقة عجيبة في العيش !
اليقين الوحيد الذي أدركه الان هو أنك أنت أنت ، لم تضف إلى قلبك إنسان اخر ولم يسقط غيرك من حياتك ، أوغلتُ في الغياب أنا ولم أغرق ، لم أمت في الغياب كما كنت تأمل ، تعلمت التنفس تحت سطحه وخذلتك ، وأنت عشت في الحضور وخذلت رحيلنا !
كلنا يخذل
كم مرة قلت لك : حرك قلبك لليمين قليلا ، فقد تجدني !
وكم مرة قلت لي : لن أحاول تغيير مسار نبضك أو كسر بوصلتك
وكلنا لم يفعل
نقف على نفس الشفا دوما ، لكل منا منظره المختلف وحياة مختلفة يرصدها من الأعلى ، نحن الطريق الذي لن يصل
جزء الصورة الذي تشغله أنت يشبه جزئي ، نرتدي الإطار نفسه وننام كل ليلة على الصورة ذاتها
خلقنا جدار واحد ، النظرات ذاتها معلقة علينا ورغم ذلك لم يلحظ أحدنا الاخر
قبل أن ترحل
تلفت بحثا عن أعدائك وتسلح بخوفك ، وامض قدما ووجهك للخلف .. لتنظر أي الأعداء قريب
حبك وحده من يتبعك ، ليثبت قدمك في مكان يريده هو
عندما نحب نتمنى البقاء على الأرض ذاتها والزمان ذاته ، بمقدار الفرحة الأولى بالشخص الأول أيضا
وكل ذلك لا يحدث ، كل ما يحدث هو أن تسحب الأرض من تحتك ، والزمان من عمرك ، ويُسحب الشخص من قلبك بقوة تنثرك على أرض تجهل تفاصيلك ، فتعيد تركيبك بالطريقة الخطأ !
يتبع ...
على أمل أن يتساقط شيء في ما بعد ، فالفكرة لم تمت بعد ، ورئتي لازالت تعاني !