1- تحت شعار الشرف يقتل الأب أو الأخ البنت أو الأخت لغسل العار وذلك فى تشريع ما أنزل الله تعالى به من سلطان.
الذكر عندنا يتفاخر بعلاقاته النسائية المحرمة بينما الأنثى وحدها هى التى تدفع فاتورة الشرف دون الذكر الجانى لأننا حصرنا مفهوم الشرف بين ساقى المرأة فقط .
من أجل الشرف العربى تسيل دماء الأنثى الضحية بنتا كانت أوأختا ، أى أقرب الناس للقاتل وأحقهم برعايته وحمايته، بينما ينجو الرجل الجانى .
قتل الانثى بدافع الشرف ليس جريمة عندنا بل هو رفع للعار، لأن العارفى ثقافتنا ليس نفاق الحاكم الظالم وتملقه والخضوع والخنوع له والرضى بالظلم والصبر عليه
كما انه ليس من مفردات الشرف فى ثقافتنا الاجتماعية القيم العليا من الصدق والأمانة والشهامة والرجولة والشجاعة والاخلاص فى العمل والوفاء بالوعد ، لأن هذه القيم لا يمارسها الا شعب ديمقراطى حر أبىّ يحكم نفسه بنفسه، هذه هى مفردات الشرف فى الثقافة الغربية لا العربية .
وفى ثقافة الاستبداد يصول الشخص الأعلى على من هو دونه بينما يتضاءل ويتراقص بين يدى من هو أعلى منه، فاذا وصل الأمر الى الرجل العادى تجده قد انصبت على رأسه كل أنواع القهر فلا يجد متنفسا الا فى المرأة الخاضعة له بحكم الثقافة والتربية فينفس فيها عن كل غضبه واحتجاجه المكتوم.
وحيث لا يستطيع أن يكون شريفا بمعنى قيم الشرف الحقيقية - من الشجاعة والشهامة والجرأة والصدق وحفظ الوعد والعهد .. الخ - فلا بد من أن يدفن شرفه المسلوب بين ساقى الاناث التابعات له ، فاذا فرطت احداهن فى شرفه أسرع يقتلها ليقنع نفسه والآخرين بأن له شرفا. لا يدرى المسكين ان شرفه الحقيقى وعزته الانسانية قد ضاعت من قبل حين ارتضى الخضوع لذل الاستبداد والاستعباد .
هذا المفهوم الخاطىء للشرف عند العرب هو احدى الثمار المرة لثقافة العبيد.فظلم الاستبداد يجعل ظلم الناس بعضهم بعضا عملة سائدة تتعدى أكثر لتصيب من كان غريبا عنك.
2- ثمرة أخرى من ثمار تلك الثقافة - ثقافة العبيد - أننا نرتضى ظلم القريب لنا فاذا تدخل غريب لرفع الظلم عنا اوحتى اذا احسن الينا نقابل احسانه باللؤم ونكران الجميل . نبدأ بالشائع فى ثقافتنا : فالأخ الأكبرغالبا ما يستولى على معظم التركة . ورغم أن الله تعالى جعل حقا منصوصا عليه للمرأة فى الميراث
طبقا للقرآن الكريم فان حرمان وارث من حقه يستوجب الخلود فى النار( النساء 7 و 14 ) وطبقا لأى قانون بشرى عادل فهذه سرقة تستوجب العقاب .
وطبقا للضمير الانسانى والمعايير الخلقية فهذه خسة ونذالة حين يقوم الأخ الأكبر بالاعتداء على حقوق اخوته الصغاروأكل حقوق اخواته البنات بينما الواجب عليه أساسا حمايتهم والدفاع عنهم ، ولكننا نتقبل هذا الظلم باعتياد
ان أخلاقيات القرآن الكريم وتشريعاته ترفض ثقافة العبيد وثمارها العفنة.
فالعدل فى الاسلام يعنى ألا تكيل بمكيالين . بل ان تقول الحق حتى لوكا ن ضارا بوالديك وأقرب الناس اليك( النساء 135)( الأنعام 152 ) وأن تقول الحق حتى لو كان فى صالح عدوك ( المائدة 8) وهذا العدل الاسلامى مرتبط بالسلام فمهما كان عداء عدوك لك فلا يصح اطلاقا ان تعتدى عليه طالما لم يعتد هو عليك ( المائدة 2)
أما اذا أحسن اليك أحد فلا بد ان تعترف له بالفضل، واذا حياك بتحية فعليك أن ترد بمثلها أو أحسن منها ( البقرة 237 ) ( النساء 86 )
.