** كنت ولا زلت أعذر كل الأدباء والشعراء والكتاب في أحلامهم وتطلعاتهم وطموحهم
.. وحتى بعض أكاذبيهم.. ومع كل هذا كنت أقفز من الطاجن لأحتج وأصرخ من فرط الكذب ولا ألبث أن أهدأ
«وأذهب إلى المرحاض»، هكذا يفعل بعض العقلاء الناضجين الذين يدركون أنه ليس بإمكانهم تغيير حال هذه الدنيا
.. فالكذب لن يتوقف.. والأدعياء يملأون الأرض.. وهذه الأصوات ستبقى ترتفع بالمعقول وغير المعقول
وبالصواب وغير الصواب ولكنها تشترك معا
في حالة واحدة فقط.. وهي ممارسة الكذب الأصفر
أو الأبيض أو حتى الأسود، إن البشر على كل حال
يمارسون ذلك منذ أقدم العصور..
** والمندفعون نحو هذا المنحدر لن يتوقفوا
لا اليوم.. ولا غدا ولا بعد ألف عام..
** المسألة باختصار ــ إن الكذب موجود شئت أم أبيت، والمتبجحون الأدعياء سيبقون هم أكثر الأصوات
ارتفاعا ونفاقا وتزلفا.. وهم في مسارهم «الانتهازي»
ماضون إلى النهاية بشجاعة ووقاحة
لا حدود لها ولن يستسلم أحد منهم ما دام الكذب قد يوصلهم
إلى غاياتهم وأهدافهم..
** هؤلاء الذين رسموا ــ خطوط ــ مشوارهم..
إلى «العلا» إلى «فوق» لن يتنازل أحد منهم عن طموحه المشين مهما كلفه الأمر..
** لقد تابعت وبكل حزن مسار هذه الزواحف السامة
مدى عمري.. وما رأيتها ــ قط ــ أنها قد تخلت عن طبيعتها..
فحتى عندما تسرع إلى تلك الأنهار الصغيرة «التي يسمونها» الفضائيات العربية
لا تترك سمومها على الشاطئ كما تفعل بعض الثعابين
.. إنها تلوث النهر أيضا.. وهذه مسألة تحتاج إلى
«إعادة نظر».
** فإذا كان من حق الأدباء والشعراء الهائمين
في كل أرض ممارسة التعبير عن أحلامهم.. أو بتعبير أدق
«القليل من الكذب» فليس من حق «المسؤول»
في أي موقع أن يمارس الكذب والادعاء على رؤوس الأشهاد
.. ولا سيما أمام أولئك المحترفين، الذين يكتشفون الزيف بسرعة مذهلة..
** وهناك فرق بين كذب الأغبياء.. وكذب الأذكياء..
فهناك من يكذب باستمرار حتى تصدق أنت ما يقول
.. وهناك من يكذب ولا يصدقه أحد.. ولا أزيد.