اليوم الثلاثاء 3/4/1432هـ تنشر لي جريدة المدينة المقال التالي ...
عفوا معالي وزير الخدمة المدنية
لم يكن ذلك البيان الطويل الذي أدلى به وزير الخدمة المدنية لوسائل الإعلام السعودية بالبيان المنتظر من قبل الجمهور السعودي العريض ففي الوقت الذي ينتظر فيه قطاع عريض من المواطنين ممن أظلتهم سحابة البطالة فأصبحت مهنة كل واحد منهم عاطل عن العمل أملا يلوح في الأفق يخرج معاليه ببيان لم يضف في بحر التفاؤل نقطة واحدة من أمل ولم يزد الألم إلا ألما وعذابا ..
لم يكن أسوأ المتشائمين ليظن يوما أن معاليه سيخرج محدثا المواطنين في بيان ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب .. بيان أراده ليكون له صك براءة يحول دونه من لوم أو عتاب ..
فهل ذاك يا معالي الوزير ما كان ينتظره منك آلاف مؤلفة من الشباب العاطلين جبرا وقسرا وقهرا ؟
معالي الوزير لا عذر لكم اليوم فالمال موجود والحاجة قائمة وبيانك هذا لا يهم أحدا من العاطلين أبدا ولئن وقع عليه نظر أحدهم فلن يزيده إلا وجعا على وجع ..
معالي الوزير استعرضت الأرقام تتباهى بها وهنا على وهن في مقابل ذلك أستطيع أن أزودك ومن تشاء ومن يشاء بقائمة أسماء لعاطلين عن العمل كافية لأن تغطي كل تلك الأرقام وتبين لك سراب الادعاء ..ذكرت معالي الوزير أن عدد الوظائف الصحية الشاغرة بحسب سجلات وزارتكم بتاريخ 18/2/1432هـ 29359وظيفة تشمل 3720وظيفة طبيب مقيم و4707على فئتي طبيب أخصائي واستشاري و 17915وظيفة بفئات أخصائي غير طبيب ، صيدلي ، وفني في تخصصات مختلفة والبقية أي 3017وظيفة على فئة مساعد صحي .
وأشرت إلى عدم ملائمة وموائمة المتقدمين للوظائف مع متطلبات الوظيفة وهو ما أدى إلى بقائها شاغرة ..
معالي الوزير ما دفعني لكتابة هذا المقال هو الحزن على شباب تفنى قوتهم وهم ينتظرون عطف وزارتك وبقية الوزارات المختصة بالتوظيف .. شباب أعياهم الانتظار وهم ينشدون الأمل مع بزوغ شمس كل يوم جديد علَه يحمل معه خبرا جديدا ولكن هيهات هيهات ..
في صبيحة يوم نشر الصحف لبيانك المؤلم وأثناء قراءتي له مرة أخرى بعد أولى كانت عن طريق مواقع الإنترنت دخل علينا شاب فسلم وعرفني فذكرني بنفسه فذكرته .. إنه شاب عاطل يحمل الشهادة الجامعية المتوسطة في الصيدلة وقد كان يقضي فترة الامتياز أوائل العام 1429هـ حيث أعمل ومازال عاطلا عن العمل حتى اليوم ومثله العشرات أعرفهم واحدا واحدا أولا تكفي ألف يوم وتزيد للشفقة عليهم وإعطائهم حقهم من العمل وإخراجهم من دائرة البطالة .
ثم إذا كانت المخرجات لا تتلاءم مع مؤهلات العاطلين عن العمل فالذنب ليس ذنبهم .
إذا كانت وزارة الصحة لن توظف بعد أيام معدودة أحدا يحمل شهادة دون البكالوريوس على الإطلاق فما ذنب من يحمل شهادة الدبلوم هؤلاء لم يأتوا بشهاداتهم تلك من خارج السعودية ولم يخرجوا من بطون أمهاتهم يحملون شهاداتهم التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع ..
هؤلاء هم ضحية تخطيط متخبط وعشوائية في القرار والتنفيذ ..
والبحث عن الحلول خير وأجدى من بيانات لا تقدم ولا تؤخر ..والحل استثناء العاطلين وكل الخريجين السابقين من شمولهم بقرار منع توظيف ما دون البكالوريوس أو فتح أبواب الابتعاث الداخلي والخارجي لهم فورا دون شروط أو قيود ..
ولقد أسهبت كثيرا في الحديث عن جانب القطاع الصحي بحكم أنني منتم لهذا القطاع وأرى الحاجة فيه كبيرة للدعم بالكوادر الصحية والفنية ..
أرجوكم ابحثوا عن الحلول ولا تغلقوا الأبواب في وجه العاطلين جميعا فإن فعلتم فإنكم تفتحون أبواب الجريمة لهم .معالي وزير الخدمة المدنية رتب بيانك من جديد وارفع البيان لملك البلاد ستجد الجواب ..!!
محسن موسى طوهري / جازان
http://www.al-madina.com/node/292050
ملاحظة : ما ورد باللون الأحمر هو ما تم حذفه ..