[c]
![]()
رئيس أمريكي سابق يعترف : رؤساء أمريكا يخافون الطغيان الإسرائيلي
ذكر ذلك الكاتب في جريدة الوطن
الدكتور/علي سعد الموسى
في عدد هذا اليوم الجمعة 29/7/1424هـ
وهذا نصه :
على الرغم من ثقتي وإعجابي بالمستوى المهني لترجمات الزميلة "الشرق الأوسط" إلا أنني لم أصدق أن مقالا مثل ذلك الذي قرأته بالأمس قد يكون بالحرف الواحد لرئيس أمريكي سابق ولهذا عدت للمقال الأصلي على العدد الإلكتروني للواشنطن بوست فوجدت المقال بشحمه ولحمه بلا زيادة أو نقصان: معنونا باسم جيمي كارتر. من يقرأ المقال دون معرفة الكاتب سيظن أنه صادر عن أستاذ في أخلاقيات السياسة الدولية, بل لا أبالغ إن قلت إنه حتى يستعصي على الكتابة من قبل رئيس الوزراء الفلسطيني. من العبث القول إن الرؤساء الأمريكيين يصحون على الحقائق بعد سنوات من الرحيل عن البيت الأبيض, بل تبقى الحقيقة كما أكدها كارتر بقلمه وحبره أن مقاومة الطغيان الإسرائيلي "ورطة" هائلة أمام مصالح الرئيس الأمريكي ولهذا أيضا فلم يستيقظ الضمير في جوف شخص مثل كارتر ليقول كلمة حق, بل كتب هذه الكلمة وهو يعرف أنه لم تعد لديه مصالح شخصية من الممكن أن يعترضها أحد. في كلماته تأكيد جلي على أن الضمير الأمريكي ليس نائما, لكنه مختطف أسير من قبل السجان الإسرائيلي ولو أن المكان هنا سيتسع لأعدت نشره كاملا للإخوة الكرام الذين لم يتمكنوا من قراءته في صورته الأصلية وسأكتفي بنشر بعض من مقاطعة مع مسؤوليتي في عدم بتر شيء من السياق بهدف الانتقاء.
يقول جيمي كارتر: ونسبة لأن الزعماء الإسرائيليين واثقون دائما من أن تأييدنا لهم لا يتزعزع, فقد صاروا يؤكدون استقلالهم في اتخاذ قراراتهم ووصل النفوذ الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ 50 سنة. وما دام الرفض أكيدا والإحراج مباشرا فلماذا يغامر أي رئيس أمريكي بالتورط في وساطة متوازنة؟ وبصرف النظر عن القادة الذين سيختارهم الفلسطينيون, وبصرف النظر عن حرارة الاهتمام الأمريكي وبصرف النظر عن الكراهية والدماء فإن هناك خيارا جوهريا واحدا وإسرائيل وحدها هي التي يمكن أن تتبنى هذا الخيار: هل نريد السلام الدائم مع جيراننا أم نقيم المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ إن أكبر خيانة يمكن أن ترتكبها أمريكا هي تأييد إسرائيل في الخيار الثاني. انتهى.
لقد حاولت أن أجد رابطا مع الضمير الأمريكي المتأخر جدا في تلك الجمل التي لم أقرأها من قبل لسياسي أمريكي فلم أجد أمامي سوى ورود كلمات مثل: الإحراج والتورط والمغامرة والخيانة في خطاب رئيس أمريكي سابق لا يصف بها العرب كما جرت العادة: بل يصف الموقف الأمريكي من عصابة تل أبيب. كنت أود أن أشكر السيد كارتر ثم امتنعت لأنه كان جبانا لا يستحق الشكر وهو يقول الكلمات الصادقة في الزمن الخاطئ حين يدافع عن مبادئه بعد أن انتهت مصالحه. إنها عادة أمريكية.
![]()
[/c]