كتبت له ذات حزن :
ركب الحياة لفظني على أرصفة الغروب شفقاً يرسل نوره دمعاً خافتاً
.......
.......

سيدتي
هي الحياة هكذا .نراها كما هي لا كما نريدها
كلنا في دروب الحياة تمادي دمع وبوخ من حرارة أمنية لم يحصدها ظلال النسيان فيما حصد
ما حياتنا إلا سماء تنقبت بالغيوم الشحيحة , لا نوراً تحل قيود معصمه ولا ودقاً تهمي به على حقول اشتاقت لسنابل الحلم بيادرها ..
وما أحلامنا إلا كغزل البنات ..ذرات سكر تنثرها المساءات في أوعية التخيل لتتشكل خيوطاً ناعمة يذوب مذاقها الحلو في أفواهنا وبريق سحرٍ تتنامى فتنته في أعيننا ..
كغزل البنات أحلامنا ..تنمو وتكبر حد التماس مع أنامل الواقع لتعود مع توالي ضغط اللمسات كما بدأت ..ذرات سكر ضعيفة واهية
سيدتي
وجدت في أحرفك حزنا يشبهني .. حنيناً لأيام في إغماضة الزمن غفت أطيافها وحلما طالما تعلقت بأذيال أبخرته .. كأنما قلم القدر رسم خطانا في سطرين متوازيين .. هل يتمرد السطران يوما ؟
وجدتك ضوءاً يخترم سجف الظلام ووجدتني على نافذة يرشقها قطر حرفك أسائل نفسي : أمطرُ عابرٌ هو أم تباشير ربيع يعيد لتصوح الأعشاب في قلبي اخضرارها .. يا لرسالتك : عزف غمامك يطوي نشاز الأسئلة وتستحيل مقاماته طوفاناً يمتص مشاعري في عمق تحرر من موجة تروم شواطيء لا أريد الرجوع إليها ..والرجوع خيار مرفوض في قوانين أوتارك المستبدة .
سيدتي
دعيني أتحدث عن قلب مسّه بارق حرفك فهطل .. كمظلوم حدبت على حرقته يد الحنان فبكى :
مُذ عرفت النبض وأنا أعيش الحلم زهرة في أرحام الأخيلة تخلّقت ..
زهرة في تجاويف الليل ناجيتها , وعلى هدأة السحر كتبتها .. تلوتها تراتيل عشق في محراب هي قبلة أشواقه وسجادته ..زهرة كأنها أنتِ في تفاصيل بتلاتها واشتعال عطرها
زهرتي الحزينة
يا وجهاً تقاوم جور الأيام فتنته , ويا أعيناً لم يبطل عصا الزمن سحرها
أناديك وتشتاق لأناملك لوحةٌ عبثت بها ألف ريشة طائشة ..
تعالي
نأيت بأشواقي إليك ووقفت على التخوم حلماً يستدني رضاباً يطفيء جذوة التفكير الدائم فيك .
ارفعي يد الغياب عن أجنحة الحلم و دعي العصافير تعود لأيكة تشتاقها ..
تعالي
خلايا القلب تنتظر أوبة ملكتها ..تهديها شمعاً يضيء بالفرح ظلالاً تستوطن ضلوعها , وشهداً يرطّب جفاف الكلمات على شفتيها ..
تعالي
وإن عزّ الرجوع ارسميني بين أحناء ذاكرتك صورة تضيء كلما أشرقت عليها شمس الذكريات ..
ذاك منتهى أملي ... وحسبه من أمل ..
يوسف