
حمود أبو طالب
ليس سرا أن الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، كان يعاني منذ وقت ليس بالقصير من مشكلات صحية تفاقمت حتى توفاه الله. الكل كان يعرف ذلك، ولكن السؤال المهم هل تغير شيء، هل اضطرب شيء، هل أدرك الناس أن هناك شيئاً غير عادي يحدث في الكواليس ويؤثر سلبا على المجتمع؟ خلال كل تلك الفترة كانت الأمور تسير بشكل طبيعي تماما، كل أمور الدولة تتم بسلاسة دون أدنى ملمح للخلاف أو الاختلاف، القرارات تصدر بنفس الآلية وتحت توقيع خادم الحرمين الشريفين، تغمده الله برحمته.
لقد كانت تلك المرحلة الماضية حساسة جدا على المستوى الدولي والمحلي، فقد شهد العالم ظروفا بالغة الدقة والخطورة غيرت كثيرا من العلاقات واحتاجت إلى اتخاذ قرارات بالغة الأهمية على الصعيد السياسي والاقتصادي، كما أن المملكة قد شهدت مرحلة تطلبت مواجهة مشكلة خطيرة تتمثل في الأعمال الإرهابية، وبكل ما تحتاجه هذه المرحلة من دقة وصواب القرار والاحتياطات الحازمة.
هنا يجب أن نقول إن العالم بأسره يشهد بالنجاح الكبير لقيادة المملكة في التعامل مع المتغيرات الخارجية والداخلية، رغم الظروف الصحية لرأس السلطة، رحمه الله.
لماذا إذاً هي حالة خاصة استطاعت تحقيق كل هذا النجاح؟ دعونا قبل ذلك نقول بأنه كم كان مؤسفاً ما نقرأه ونسمعه بين حين وآخر من وسائل إعلامية تفتقر إلى الأمانة والصدق، عن خلاف داخل الأسرة الحاكمة حول هذا الشأن أو ذاك، بل إن بعضها قد بالغ في الخيال ليختلق أحداثا لا يشعر معها المرء سوى بالأسف الشديد على مثل تلك الأحقاد السوداء على بلد يمد يده بالخير في كل الاتجاهات.
نعود ونقول كيف أمكن تحقيق تلك الحالة المستقرة؟ ببساطة شديدة لأن الأمور منضبطة وواضحة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله. أسرة تحترم الضوابط التي تتحرك من خلالها ولا تسمح بوجود ما يعكر هذا الصفاء في العلاقة بين أفرادها أو بينها وبين الشعب.
لقد كان الجميع ملتفا حول عبدالله بن عبدالعزيز كما هو ملتف حول فهد بن عبدالعزيز، لأنها أسرة لا تسمح بشيء يهز استقرار الوطن، ولأن كل فرد فيها يعرف مسؤوليته من خلال موقعه بناء على ما توارثوه منذ عهد والدهم.
لقد كانت مرحلة هامة تجاوزها وطننا بنجاح وثبات، لأن هؤلاء القادة الأفذاذ يعرفون ما يفعلون. رحم الله فهد بن عبدالعزيز، وأعان الله عبدالله بن عبدالعزيز الذي أثبت أنه رجل دولة من طراز رفيع.
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية