لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصيدة لعبد الرحمن العشماوي

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزار
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    المشاركات
    39

    قصيدة لعبد الرحمن العشماوي

    رثـــــاء أب
    هزي جذوعك يا غصون اللوز

    في وطني الحبيب

    فلربما صار البعيد لنا قريب

    ولربما غنت عصافير الصفاء

    وغرد القمري

    وابتسم الكئيب

    هزي غصونك

    وانثري في الأرض لوزك يا جذوع

    ودعي النسيم يثير أشجان الفروع

    ودعي شموخك يا جذوع اللوز

    يهزأُ بالخضوع

    هزي غصونك

    ربما سمع الزمان صدى الحفيف

    ولربما وصل الفقير إلى رغيف

    ولربما لثم الربيع فم الخريف

    هزي غصونك

    ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا

    بريدَهْ

    ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى

    ظل القصيدة

    أنا يا جذوع اللوزِ

    أغنيةٌ على ثغر اليقين

    أنا طفلة نظرت إلى الأفاق

    رافعة الجبين

    أنا من ربا المرزوق

    تعرفني ربوع بني كبير

    أملي يغرد يا جذوع اللوز

    في قلبي الصغير

    وأبي الحبيب يكادُ بي

    من فرط لهفته يطير

    أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة

    مركبةً صغيرة

    أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام

    ذاكرة البصيرة

    لأرى خيال أبي وكان رعيتي

    وأنا الأميرة

    كم كنت أمشط رأسهُ

    وأجر أطراف العمامةْ

    وأريه من فرحي رُباً خضراً

    ومن أملي غمامةْ

    كم كنت أصنع من تجهمه

    إذا غضب، ابتسامهْ

    أنا ياجذوع اللوز

    بنت فقيد واجبه مساعد

    أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي

    وصبري عن حمى قلبي

    تباعدْ

    أنا طفلة تُدعى عهود

    أنا صرخةٌ للجرح

    تلطم وجه من خان العهودْ

    أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ

    خالطها الألمْ

    صوتي يردد في شمم

    عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت

    خيل الذكرياتْ

    فهي التي تُدني إلى الأحياء

    صورة من نأى عنهم

    وماتْ

    عفواً

    إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس

    واحترق الأملْ

    فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ

    وأنا أرددُ في وجلْ

    يا ويل عباد الإمامة والإمامْ

    أو ما يصونون الذِّمامْ

    كم روعوا من طفلةٍ مثلي

    وكم قتلوا غلامْ

    ولكم جنوا باسم السلامِ

    على قوانين السلامْ

    ياويل عُبَّاد القبورْ

    هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ

    وفي وجه الكرامة كالبثور

    هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا

    وضيقٌ في الصدور

    يا ويل أرباب الفتنْ

    كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ

    كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا

    وكم قطعوا فَنَنْ

    كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي

    فإذا بهم

    يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ

    عفوا أبي الغالي

    أراك تُشيح عني ناظريكْ

    وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق

    ساعيةً إليك

    ألبستنا ثوب الوقار

    ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ

    إني لأطرب حين أسمع من يقول

    هذا شهيد أمانته

    بذل الحياة صيانةً لكرامته

    أواهُ لو أبصرتَ

    زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ

    ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون

    إحساس الأماجدْ

    أواه لو أبصرت ما فعل الأسى

    ببني كبير

    كل القلوب بكتْ عليك

    وأنت يا أبتي جدير

    أنا يا أبي الغالي عهود

    أنسيتَ يا أبتي عهود

    أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها

    ترانيم الفرح

    رسمتْ جدائلُها لعين الشمس

    خارطة المرَحْ

    كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ

    فصفا فؤادي وانشرحْ

    أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ

    يسألنَ عنك رحاب قريتنا

    وصوت الساقيهْ

    أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟

    كلُّ النجوم تسابقت نحوي

    تزفُّ لي العزاءْ

    والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ

    والليل هزَّ ثيابه

    فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء

    تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب

    ما بال عينِ الشمس ترمقنا

    بأجفان الغروبْ

    وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي

    ومتى تؤوب؟؟

    وإلى متى تجتثُّ فرحتنا

    أعاصير الخطوب

    هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا

    لحن البكاءْ

    هذي سواقي الماء في وديان قريتنا

    على جنباتها انتحر الغُثاءْ

    هذا المساءْ

    يُفضي إلى آفاق قريتنا

    بأسرار الشَّقاء

    يتساءل الرمان يا أبتي

    ودالية العنب

    والخوخ والتفاح يسألُ

    والرطبْ

    وزهور وادينا تشارك في السؤالْ

    ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ

    تنمُّ عن انفعالْ

    ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد

    كيف غابْ؟

    ومتى تحركت الذئابْ؟

    ومتى اختفى صوتُ البلابلِ

    وانتشى صوتُ الغراب؟

    يا ويح قلبي من سؤالٍ

    لا أطيق له جوابْ

    ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي

    وأسد ساقية الدموعْ

    أهوى رجوعك يا أبي الغالي

    ولكنْ

    لا رجوعْ

    إن مُتَّ يا أبتي

    وفارقت الوجودْ

    فالموتُ فاتحة الخلودْ

    ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى

    بل مت صوناً للعهود

    يا حزنُ

    لا تثبتْ على قدمٍ

    ولا تهجر فؤادْ

    فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ

    إن ماتَ - يا حزني - أبي

    فالله حيٌّ لايموتْ

    الله حيٌّ لايموتْ

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوسامي
    المؤسس
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    بلدي بلاد الخير
    المشاركات
    688

    Thumbs up

    [c]

    الأخ الفاضل نزار

    قصيدة رائعة ومؤثرة .. فالشاعر عبد الرحمن العشماوي غني عن التعريف .. ولطالما ابدع في تطويع الحرف والكلمة ووجههما نحو الإبداع ...

    اختيار موفق للقصيدة ..

    تحية خاصة ..
    [/c]

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية شعاع
    تاريخ التسجيل
    12 2004
    المشاركات
    780
    إن ماتَ - يا حزني - أبي

    فالله حيٌّ لايموتْ

    الله حيٌّ لايموتْ

    كم هي مؤثرة هذه العبارة (سبحان الله الحي القيوم )

    الأروع من هذة القصيدة هو الشاعر العشماوي 0000

    اختيار موفق 0000

    دمت بخير أخ نزار0000

    تحياتي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابــولجيــ§ـــن
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    133
    إن مُتَّ يا أبتي

    وفارقت الوجودْ

    فالموتُ فاتحة الخلودْ

    ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى

    بل مت صوناً للعهود

    يا حزنُ

    لا تثبتْ على قدمٍ

    ولا تهجر فؤادْ

    فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ

    إن ماتَ - يا حزني - أبي

    فالله حيٌّ لايموتْ

    الله حيٌّ لايموتْ

    __________________
    ابيات مؤثره وجميله والشاعر الكبير عبد الرحمن في غنى عن التعريف اتمنى لك التوفيق وامتعنا بهذه المشاركات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •