مساء الورد / صباح الخير /
عندما تموت وقلبك ما زال ينبض كدقات عقرب ثوان ٍ،نعم يا سادة ويا سيدات -
الموت كلمة ذات معنى عدا انتقال جسد ما بلبس ابيض الى عالم آخر ، نرى الموت والنهايات دوما أمام أعيننا تحدث لأشياء ولأرواح أيضا ، موت الآمال وتشييع النقاء والصفاء لهي أعظم من يموت ولجنازتها الكل مبتسم وسعيد ، سعادة زائفة وإبتسامة متصنعة .
شعور غريب يمر به من إكتوى بفراق جسد وروح شخص تعلق به ، لتصبح الحياة حينئذ مآتم لأشياء لاحقة ، مات الأدب مع الأدباء ، ودفن على أيقونة اعتماد رد جديد ، مات الإبداع لدى العامة وأصبحت الحياة محض صدفة بنسخ ولزق حتى بالعادات والتقاليد ، الموت بذاته شيئ فطري في كل شيئ ، وليس معناه الاختفاء كليا بل سُيذكر من يموت بشئ ما .
يموت أيمن كل ثانية تمر خلال حديثنا ، يشرب القهوة أمامي ، وينفث بشراهة دخان سيجارته النتنة ، بالفعل هو ميت ،أتعلمون لماذا ..؟؟
لأن ما كان يحيا لأجله بيوم ما رحل وتركه ، ما ذنب أيمن المسكين ، نسي أيمن أنه عبد لله أولا وأخيرا ، أو تناسى سيان ، لا مشكلو فمثل أيمن الكثير في المقاهي والأزقة ، في القصور والقبور .
أخرى ماتت عند بلوغها الاربعين وهي مستمرة بالأكل والشرب وقليل نوم ، بلغت الأربعين ربيعا فجأة ، ولم تلمس يدها يد زوج مذكر بالحلال ، يا لهوي على قولة المصريين ، إذن هي ميتة ولها نظرتها الخاصة بمفهوم الحياة ، نست المسكينة زينات أن ذلك الأمر ابتلاء لها ، لو صبرت قليلا قبل أن تجزع ليسر الله لها .
أما بعد إخواني أخواتي ،،،الأحياء بالطبع وأنا منهم، هل نتذكر الله بكل شيئ نمر به ..؟؟
هل نعي الفناء والمحطات التي تأخذنا بها الحياة بطريق رحلتنا القصيرة الفانية ،،؟؟
قابلت رجلا بالصدفة هذا اليوم اسمه عصام ، اسم لم يسمعه ، نعم لم يسمع اسمه منذ ميلاده ، ولم يتكلم به أيضا يكتبه فقط ، أبكم أطرش منذ نعومة أظفاره ، عصام يبدو عاديا جدا ، ليس متكلف أبدا ، كان على سجيته كنت أكتب له السؤال ويحرك قلمه بأصوات تصل القلب قبل الورق ، فأحصل على الإجابة !! مضى عصام المسكين ومعه ما جاء من أجله ، قبل رحيله كتب - شكرا لله ثم شكرا لك ، قد ايش انته مبسوط يا عصام ، همستها بقلبي .
عصام لم يتوقف بهذه الحياة ، برغم موت حاستين ، برغم الروتين أيضا لم ينثني ويتخاذل ، برغم كل شيئ استطاع أن يقول هذا أنا ، لله دركـ يا عصام .
أستطعت حينها أن أفهم شيئا ما ، الإطارات هي ما تحكمنا بشكل نتشكل به ونتصرف خلاله ، ولعل الظروف هي ما تنجح بكل الاحوال في ما قد نكون عليه .
آخر برزق كتبه الله له ، زوجة وأولاد وبنات ، رفاهية وحياة والتزام ، بنفسه ليس سعيداً ..؟؟ لماذا !!؟ وجدت الاجابة لديه جنازة لازال يشيع موكبها منذ زمن .
ذلك بِدَين ، تلك بإضطرابات ، هو وهي حتى الأولاد وألعابهم المكسورة ، حتى الأقلام لديها ما يحبطها ويجعلها تتوشح السواد ، أصبح الكل وعلى رأسهم أنا نذهب الى المتنزه فقط لأن الناس يذهبون ، الكل حزين ، لا أعلم يقينا برغم السعادة المصطنعة المؤقته كيف ينتشر ذلك الأمر ، الحزن يشع من عيون كثيرة ، ويبدو انه معدٍ وخطره أشد من إشعاعات حزن اليابان ومعاملها النووية .
يالله ،،،
فقط الله وحده لا شريك له قادر على ازالة الاحزان والهموم وتيسير العسير ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .