/
1/
حين رأى ( ديمقريطس ) الفيلسوف اليوناني أن الروح , والأشياء ,
والكائنات ..
عــبارة عــن ذرات ٍ صغيرة ٍ كانت هائمة في الفضاء ..
تركبت ذات يوم ٍ .. مثل مكعبات الليغو ..
لــتــتـشـكـل ..عبقرية كونية
..
تذكرتكْ
حينها .. كنت ِ ذرة ً صغيرة
في فضاء الكون ..
حالمة ً .. في مساحات الأزلْ
وحيثُ كنت ُ ذرة متسكعة ثملة
على
أرصفة .. المجراتْ
/
/
حتى التقينا ..
ذات اهتزاز ٍ كوني ..
فاندمجنا ..
و تشكلنا ..
وكونا نجمة ً صغيرة ً
بمثابة جزيرة صغيرة ٍ من نور ْ
..
لا تدور على كوكب ..
ولا تتبع أي نظام ٍ شمسي ..
وليس لها
أي دخل ِ
في المشكلات الفلكية العظمى ..
..
كان مدارها الكون ..
وكانت الشمس أحيانا ً
تدور حولنا ..
مباركة ً هذا النظام النجمي
المسالم ..
فتمنحنا .. شعاعاً دافئاً
حتى تحمي طبقة هذا الحب
من الثقوب ..الأوزونية
ومن الإحتباسات الحرارية المزعجة..!!
...
وحين َ حدث َ الإنفجار العظيم..
ذات َ أزل ْ..
تناثرت جزيئاتنا ..
وفرقتنا ..
حوادث كونية
لا تحتملها..
بنيتنا .. الرقيقة / المسالمة ..
وحين هبت ريح الغضب ..
جرفتني عنك ِ
وخنقت في حنجرتي
شهقة .. نجمة !
/
أصيبت فجأة ً
بسكتة .. ضوء ْ
/
فتحولت ْ ذراتي إلى تراب
/
وتحولتْ ذراتك ِ .. إلى سماءْ
/
\
آهـ ..
وبعد قرون ٍ عجاف ..
وحين أخذتني ذات مساءٍ / قبضة طين
تحولت إلى بشر ْ
/
\
ولكني مازلت إلى الآن ..
في نفس المكان الذي نزلت ْ ..
أرتل آيات الكونْ ..
/
وأرنو إلى أعلى .!!
2/
هل يمكن أن أبداً من الصفر ِ / معكْ ~
هل يمكن أن أصبح ديكارتياً ..
وأفتش في أصل الأشياءْ
حتى أفهمك ْ
..
هل يمكن أن أعيد كل شيء إلى مكانه القديم جداً
فيكْ
وأشك ..
بفوضى شعرك مثلاً ..
هل فيه ثمة نخل ٍ .. لعراق ِ ما..
هل ترقد في خصلاتك
غجرية ْ
جاءت من أقصى جبال هندكوش
لتبعثر هذا الليل الممتد الى
حيث ينام الناي..
وحيث يغني لوركا ..
..
هل يمكن أن أبداً من الصفر / معك~
وأشك
بتكوين النرجس في عينيك ~
وأبحث في كل بساتين العالم
عن سر النرجس ِ
عن سر الؤلؤة البيضاء ِ/ الدمعة
هل ثمة قمر ٌ يرقد خلف
بساتين النورْ
أتأمل عيناك وأغفو~
وأشك
بعينيك ..
وآخذ قمراً يتسلق
غصن
الهدب / النرجس ِ
كي يغفو
في أزل السحرْ
فيبكي فوق يدي
طفلاً / صوفي النشأة ِ
يهفو
للأعلى ..
فأؤمن / فيك ِ
وأرفعه
للأعلى
/
للأعلى
/
نحوك ْ
........
هل يمكن أن أبدأ بالصفر / معك~
وأشك
بتكوين يديك ِ
وأعد أصابع كفيك ِ
حرفا ً .. حرفاً ..
لغة ً .. لغة ً
قمراً .. قمراً
وأضيع ُ
أضيع ْ
وأحاول أن أفهم
هذا العاج السماوي..
أن أدرك أحرف هذا البيانو البيتهوفوني العتيق~
فأتلعثم ..
وأسقط من هول ضياعي ..
لأؤمن فيك ~
......
3 /
حين قررت ُ الانضمام إلى حزب النورْ
قررتُ النسيانَ
شهادة ميلاد ٍ
للآتــــي ..
فنسيت ُ المدرسة الأولى ..
ونسيت دروسي..
ونسيت دفاتر أيامي
ونسيت الأقلام ْ..
ونسيت ُ التاريخ ورائي
تاريخ وجودي
تاريخ وفاتي
عنواني
عنوان المقهى القابع فيّ
ونسيت البحر َ
ولون البحرْ
ونسيت الماءَ
وطعم الماءْ
ونسيت الشمسَ
نسيت الكونْ
نسيت الأحرف َ والألوان
نسيت ُ تعاليم َ قبيلتنا
وتوراة الجد الأكبر
ونسيت
القمع
نسيت القيد
نسيت
الكبت
نسيت ُ الثالوث
الأعمى..
..
وسأنسى أني كنت ُ
..
وسأذكر طفلاً يخرج من حارته صبحاً
وعلى كتفيه ِ
حقيبة حاضره ِ المملوءة .. بعصافير
الدهشةِ
وبين دفاتره تختبئ عرائش فل
ومرايا ..
..
ويجيءُ إليك ~
تلميذا
يدخل فصل الحب لديك ْ
ويقعد في الكرسي الأول
حتى يبصر عينيك ..
..
فيتذكر لون البحر ..
ولون الماء ِ
ولون َ الشمس ِ
ولون الكونْ
ويدرك ألوان الأشياءْ
..
ويمد الصمت إلى شفتيه
ويصغي
للصوت القادم من أعماق الصمت ِ
ليدرك صوت الناي..
وصوت الفجر على شفتيك
ويدرك أسرار الصبح
على أنغام الفيروز
كأنت ِ ~
...
أعطيني ..
غابات القصب ِ الساكن في
حزن الآماد ْ
وهبيني أسرار الريح ْ
كي أنسج هذا الكون
نشيداً
يمتد شعاعاً
نحو الغيمِ
ونحو النجمِ
/
لـيداعب شرفات الأرواح ْ
....
إعطيني درساً
في الأزهار
وفي الغابات
وفي الألوان
وفي الأحلام
وفي الأيام ..
وحين ينام الطفل الهارب من ماضيه
على فخذيكْ
/
أرخي ليل الحب عليه
وغطيه بشعرك
حتى يدرك
/
سر الرحمة
سر الحب
وسر النجمة حين انفلقت
فأضاعت جدته الأولى
/
عن ذاك الـــ لا يزال
/
/
يرنو لأعلى ~
/
/
لأعلى ~
/
/
لأعلى ~
/
هـــنـــاكْ
.
,
,,
إبراهيم حسن طياش
19/ 4 / 1432 هــ
الساعة 4:58 فــجــراً
......................ِ