في إيوان القاضي
أنا أرفعُ الشَّكوى إليك=فلا تزد ظلماً عـَـلَـيا
وأراقب الفجر الذي=لازال وهجاً سَـرمَديا
خانت ضَـفائر قصتي=شِعـرَ الحقيقة في يَـديا
ما زلتُ أنفخُ في رمادٍ=ماتَ مذ كنتُ أبـيا
أوهى الخيال وسادتي=فـَـنسجتُ حلماً أبجديا
وعصرتُ من كَرْم ِالهُموم ِ=عقيرتي، كأساً نديـّا
ومللتُ جَـوْرَ صبابتي=ومللتُ طول الحُـزن فِـيّا
...
أناْ أيها القاضي، شكوتُ=إلى الهوى ليلاً شَـقـياً
لكنـَّهُ ما زادني=إلا ظلاماً عـَــسـجَديا
قد كنتُ بحراً في هدوءٍ=وظـلالاً عاطفيا
كان عصفي وجه طيفي=وجنوني كانَ فـَـيا
كنتُ للحـُبِّ رسولاً=وكتاباً ونـبـيـا
ما احتمالي إن كساني=رغم حـُـبِّي، الهَجرَ زِيا !
...
أيها الـقاضي أغِـثْ مَنْ=حَـارَ بالدوحِ شَـجـيا
كيفَ ترضى جَـوْرَ حِـبٍ=لِـمُـحـِبٍ مات كَـيّا
لا أريدُ الحُـبَّ غـَـصـباً=بل جميلاً عَـفـَويا
آهِ .. ما قولـُكَ فيها=أيها القاضــي وفيَّ ؟
...
فأدار الطرف نحوي=وأطال الصمتَ غـَيا
وكساني من هُـمومي=رَجْـفة في كَـتِـفـَيَّ
كان من أشكو إليه=جـور مَحبوبي عـَـلـيا
هو من هدّ فؤادي=ورمى المـَوتَ إلـيا
كيفَ أنجو إن أتاني=حـُـكمُ إعـداميَ حـَـيّـا !
ديواني الصغـير