قال أبو بكر محمد بن بكر الخزاعي البسطامي، صاحب ابن دريد :



كان لامرأة ابن، فغاب عنها غيبة طويلة، وأيست منه.

فجلست يوما تأكل، فحين كسرت اللقمة وأهوت بها إلى فيها وقف بالباب سائل يستطعم، فامتنعت من أكل اللقمة ..


وحملتها مع تمام الرغيف فتصدقت بها، وبقيت جائعة يومها وليلتها .! منقول

فما مضت إلا أيام يسيرة حتى قدم ابنها، فأخبرها بشدائد عظيمة مرت به.

وقال: أعظم ما جرى علي أني كنت منذ أيام أسلك في أجمة في الموضع الفلاني، إذ خرج علي أسد،

فقبض علي من على ظهر حمار كنت راكبه، وغار الحمار، ونشبت مخالب الأسد في مرقعة كانت علي , وثياب تحتها وجبّة .

فما وصل إلى بدني كبير شيء من مخالبه، إلا أني تحيرت ودهشت وذهب أكثر عقلي .!! وهو يحملني حتى أدخلني أجمة كانت هناك، وبرك علي يفترمني .!!

فرأيت رجلا عظيم الخلق، أبيض الوجه والثياب ، قد جاء حتى قبض على الأسد من غير سلاح، وشاله وخبط به الأرض .!

وقال: قم يا كلب، لقمة بلقمة ، فقام الأسد يهرول، وثاب إلي عقلي.

فطلبت الرجل، فلم أجده، وجلست بمكاني ساعات، إلى أن رجعت إلي قوتي، ثم نظرت إلى نفسي، فلم أجد بها بأسا .!

فمشيت حتى لحقت بالقافلة التي كنت فيها، فتعجبوا لما رأوني، فحدثتهم حديثي، ولم أدر ما معنى قول الرجل: لقمة بلقمة.

فنظرت المرأة، فإذا هو وقت أخرجت اللقمة من فيها، فتصدقت بها..!

سبحان الله العظيم