الله يسقي أيام زمان..أيام زمن الأجداد..عندماكان الواحد منهم يحسب للمطر ألف حساب فيتوقع موعده فيستبشر بنزوله لأن حياة الإنسان قائمة على نزول الأمطار فبالمطر تقوم الزراعة وبالمطر تخضر الأرض ويكسوها العشب كمرعى للمواشي
فزراعة الأرض ورعي المواشي عاملان مهمان لحياة الإنسان أيام زمان إذ أن حياته المعيشية لاتستغني عن زراعة الأرض ورعي الماشية ولن تتوفر الزراعة ورعي الماشية إلا بوجود الأمطار فمتى ماوجدت الأمطار توفرت الزراعة ورعي الماشية.
وقد كانت الزراعة في زمن الأجداد قائمة على مياه السيول الناتجة عن سقوط الأمطار كما في الأراضي الطينية المعروفة باسم "المعمال" التي تروى بماء السيل ومن الزراعة ماتقوم على نزول الأمطار مباشرة كماهو الحال في زراعة الدخن في الروان المعروفة باسم"الخبت"
هكذا كان حال الأجداد ومواقفهم عند نزول الأمطار ولن ننسى لهم بعض المواقف التي مازالت عالقة في أذهاننا إلى يومنا هذا ومنها على سبيل المثال الإستعداد التام لملاقاة السيل ثم متابعته في الأراضي الطينية الزراعية والمعروفة باسم"المساقاة"إلى أن ترتوي أرض كل واحد منهم بماء السيل.
وقبل ذلك فقد الأجداد من واقع خبرتهم يتوقعون نزول السيل و كان توقعهم لن يخيب فالخبرة لها دورها فهناك من قد خُصص لهذه المهمة يستطيع بخبرته أن يتوقع نزول السيل وذلك بالنظر أثناء المخال إلى جهة الشرق نحو الجبال التي تنطلق منها الأودية فيعرف أن المطر قد نزل على تلك الجبال وأصاب رؤوس الأودية.
ويُسمى الشخص الذي يتوقع نزول السيل "المخول"فيُقال له يافلان الليلة خولت على اموادي فيجيبهم من واقع خبرته الليلة اموادي شيقبل حتى بمربحة شتقبل عامة مايستقيم لها ولازبير يعني الليلة نتوقع سيل كبير هيا استعدوا لملاقاته أو يعزيهم ويقول لهم أن امخال على كان قريب عن رؤوس الأودية إذا أتى سيل فهو سمل مايجنب بمعقم فلاتنتظروه ولاتتعبوا أنفسكم وخاصة الذي أرضه الزراعية بعيدة عن امعقم.
وغالباً مايكون المخال أو العشوي أو العشية بعد صلاة العصر وبعد صلاة العشاء يتوقع نزول السيل ثم يتأكد نزول السيل بعلامة مميزة لاتحدث إلا عند نزول السيل وهي هبوب رياح من جهة الشرق تحمل أريج رائحة زكية قد اصطلح الأجداد على تسمية هذه الرياح التي تحمل رائحة زكية فريدة من نوعها باسم"الخبان"وبهذا فقدعرف الناس بأن هذه الرائحة تبشر بقدوم السيل عند ذلك أخذ كل واحد منهم يستعد استعداده المعهود لملاقاة السيل ومساقاة أرضه.
فمنهم من يحضر مسحته ومنهم من ينشق فانوسه ومنهم من يلبس الملابس المغبرة المناسبة لغدير ماء السيل..ثم يذهبون إلى أراضيهم الزراعية فمنهم من يفضل متابعة السيل أثناء المساقاة حتى يصل إلى أرضه ومنهم من يحفر له حفرة بجنب زبير أرضه فينام حتى يصل إليه السيل ومنهم من يظل ساهراً يراقب ضوء الفوانيس أثناء المساقاة حتى تقترب منه فيعرف أن السيل قد اقترب منه وهكذا فقد تستمر العملية إلى بعد طلوع الشمس وقد تطول إلى منتصف النهار وقدتزيد.

وبهذه المناسبة لهذه الليلة التي أمطرنا فيها..من منكم خول الليلة على اموادي؟

أستودعكم الله.