المعلمون: مأزق دورات المياه أشغلنا عن أداء رسالتنا التعليمية..
طلاب متوسطة الركوبة يصارعون خطر تسربات الصرف الصحي
جازان اليوم : إبراهيم عسكر
قد يتبادر للذهن من الوهلة الأولى عند مشاهدة الصور المرفقة بالتقرير أنها تحكي طبيعة مسلخ أو سوق بيع سمك مثلا, خاصة عند الإمعان في أرضية المكان الملتقطة منه. ولكن الواقع يقول غير ذلك تماما حيث أن هذه الصور التقطتها عدسة "جازان اليوم" من داخل مرفق تعليمي حظي باختيار تعليم جازان ليكون أحد المقار التي تم إطلاع سمو وزير التربية والتعليم عليه عند زيارته للمنطقة قبل أشهر قليلة.
وهي مدرسة الركوبة المتوسطة بصامطة التي تم فصلها مع بداية العام الدراسي الجاري لتبدأ عمليتها التعليمية داخل "بركسات" أقيمت على استحياء في الساحة التابعة للمبنى., وتخصيص المبنى الرئيس للمرحلة الثانوية. وأن المياه التي تسيل تحت أقدام الطلاب هي مياه الصرف الصحي المتسربة من مبنى الثانوية منذ أكثر من شهرين, والتي اجتاحت بلا مقدمات جموع طلاب المرحلة المتوسطة الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة، مشكلة خطر حقيقي يهدد صحة الجيل الذي يعيش تحت وطأته يوميا بل أن الوضع تفاقم بعد وصول مياه الصرف لمقصف المدرسة.
ويقول أحد منسوبي المدرسة – فضل عدم ذكر اسمه – أن الوضع مزر للغاية ولا يليق ببيئة تعليمية بل إنه يشفق على الطلاب حين يشاهد أيديهم وأعناقهم تشرأب طلباً لغذاء يسدّ رمق يومهم البائس وسط هذا المنظر الشبيه بالوحل.موضحا أن لجان أتت ووقفت على واقع المشكلة كان آخرها قبل أيام ولكنها ذهبت دون أن تضع حلا ينتشلنا من هذا المأزق تاركة منسوبي المدرسة من معلمين وطلاب يصارعون وحدهم خطورة الموقف.
فيما ذكر معلم بنفس المدرسة – تحتفظ الصحيفة باسمه – أن هناك ثلاث دورات مياه فقط مشتركة يتناوب عليها كل من في المدرسة من معلمين وطلاب وعمال أيضا، ما أجبر إدارة المدرسة على وضع جدول استثنائي بحيث يتم صرف الطلاب قبل صلاة الظهر كحل مؤقت للمشكلة التي عجزت لجان تعليم المنطقة عن حلها.مضيفا أنه يشعر بمرارة عندما يأتيه أحد طلابه مستنجداً من حاجته التي عزّ على دورات مياه المدرسة قضاؤها فيها، كما يقع بين ألم إشفاقه على تلميذه وبين نظام صارم لا يسمح له بصرفه إلى منزله الكائن على بعد خطوات من المدرسة ليقضي حاجته ويعود. كما يروي المعلم فصلاً آخر من فصول المعاناة باضطرار بعض المعلمين للذهاب إلى محطة وقود مجاورة كحل بديل لقضاء حاجتهم، وبذلك – والحديث لا يزال للمعلم – أصبح شغل المدرسة الشاغل في كل يوم دراسي أين يقضي المعلمون والطلاب حاجتهم.
من جهة أخرى ناشد عدد من أولياء الأمور المسؤولين بتعليم جازان بأن يسارعوا بحل ناجع (مؤقت) لهذا الأمر وبالتالي رفع الضرر عن أبنائهم الذين أصبحوا لا يطيقون الذهاب لمدرستهم بسبب ما يتعرضون له إلى حين بناء مدرسة حكومية تحقق ما تهدف إليه رسالة التعليم في بلدنا الذي لا يبخل على أبنائه بشيء في سبيل راحتهم.