عصفت بِنا الريح..!!
حكاية لطيفة وفي المورد العذب للإمام الحافظ ابن الجوزي رحمه الله : قال عبد الواحد
بن زيد:
عصفت بنا الريح على جزيرة في البحر ، فإذا برجل يعبد صنما!
فقلنا له أيها الرجل من تعبد ؟ فأومأ بيده إلى الصنم ، فقلنا له إن معنا في المركب من يعمل هذا ، قال فأنتم من تعبدون؟
قلنا نعبد الله تعالى ، قال ومن هو ؟ قلنا الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي الأحياء والأموات قضاؤه.
قال كيف علمتم هذا ؟ قلنا وجه إلينا رسولا أعلمنا به ، قال فما فعل الرسول ؟ قلنا قبضه الله إليه ، قال فهل ترك عندكم علامة ؟
قلنا : ترك عندنا كتاب الملك ، قال أرونيه ، فأتيناه بالمصحف فقال ما أعرف هذا,
فقرأنا عليه سورة وهو يبكي,
ثم قال :(( ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى )). فأسلم وحملناه معنا وعلمناه شرائع الإسلام وسورا من القرآن ،
فلما جن الليل صلينا وأخذنا مضاجعنا ، فقال يا قوم الإله الذي دللتموني عليه أينام إذا جنه الليل ؟
قلنا لا يا عبد الله هو حي قيوم لا ينام ، قال (( بئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام ))، فعجبنا من كلامه,
فلما قدمنا عبادان جمعنا له دراهم وأعطيناها له وقلنا له أنفقها ، قال:(( لا إله إلا الله دللتموني على طريق لم تسلكوه ، أنا كنت في جزيرة في البحر أعبد صنما
من دونه فلم يضيعني فكيف الآن وقد عرفته ))
، فلما كان بعد أيام أتاني آت فقال لي : إنه يعالج سكرات الموت ، فجئته وقلت ألك حاجة ؟
فقال : (( قد قضى حوائجي من عرفتني به ))
فبينما أنا أكلمه إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت في المنام روضة
وفي الروضة قبة وفيها سرير عليه جارية أجمل من الشمس تقول : سألتك بالله عجل
علي به,
فانتبهت فإذا به قد مات رحمه الله تعالى ، فجهزته لقبره ثم رأيته في المنام في القبة والجارية إلى جانبه وهو يتلو
{ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا َصَبْرْتُم َفنِعْمَ عُقبْى الّدَّار } . والله أعلم.
::
..حتى عصفت بنا الظنون !!
" وأكثر النّاس يظنون بالله غير الحـق ـ ظنُّ السـوء ـ! فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم .
ولاسلم من ذلك إلا من عرَف الله ، وعرف أسماءه وصفاته ، وعرف موجب حمده وحكمته ،
فمن قنط من رحمته وآيس من روحه ، ومن جوّز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم ، ويسوي بينهم وبين أعدائه فقد ظـن به ظـن السـوء !
ومن ظن بأنه لاينصر دينه ،ومن جاهد في سبيله فقد ظن به ظن السوء".
::
نسمة إيمانية ..!!
كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف ذلك في وجهه ، فقالت عائشة :
يارسول الله ، الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر !
وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ؟
فقـــال ياعــــائشة :" ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ! فقد عذّب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب
فقالوا : { هَذَا عَارِضٌ مُمطِرُنـا }!
وكان يقول إذا هاجت الريح..:
" اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شَّر ما أرسلت به "
ما أجمل الإحساس اليقظ من سيد السابقين الى الخيرات !
يرى السحاب فلا يزال خائفاً حتى تمطر !!
فكيف بحال أهل الغفلة ؟
يرون السحاب مليئاً بالغبار ولا يزالون على معاصيهم مستمرين !!
ولسـان حـالهم : { وَإِنْ يَروا كِسَفاً مِنَ السَمآءِ سَاقِطاً يَقُولوْا سَحَابٌ مَرْكُوُمْ }
نسأل الله الكريم أن يعاملنا بما هو أهله, ولا يعاملنا بما نحن أهله
::
لاتنسونا من خالص دعواتكم 