الرؤية القاصرة وضيق الأفق, مترادفتان لصفة ينعت بها الشخص الذي لا تتعدى نظرته موطئ قدمه بالقول والعمل. والتي تجعل صاحبها رفيقاً للمآزق الحياتية بأشكالها المختلفة ونطاق تأثيرها المتباين بحسب موقع الفرد الموصوف وحدود مسؤوليته, كرب أسرة أو شخص منوط به خدمة مجتمع أكبر مثلا. ومع كل هذا فلا عجب إن وجدنا المنعوت يدحض الوصف المذموم عن نفسه المرة تلو الأخرى وبكل ما أوتي من قوة حتى وهو في أحلك الظروف التي لم تكن لتلم به وبمحيطه لولا اتصافه بهذا حقيقة.
لأن المستوى الفكري لديه - والذي لا يتأتى للفرد إلا بالاكتساب - لم يصل للمعدل الطبيعي الذي يمكنه من موازنة الأمور والاستفادة من الخطأ المشروطة بالاعتراف به أولا, وأيضا بالقدر الذي يكفل له سير مركبه في خضم الحياة دون الوقوع في مآزق من الدرجة الأولى على الأقل. ولو كان هذا الشخص يسير بيننا مسبوغاً بنعمة العقل إلا أن اكتساب المعرفة وتنمية الفكر هي نبراس اليوم ووهج الغد.
قلت: وما ذنب الأجيال حين توكل إدارة حاضرها ورسم مستقبلها لفئة قاصرة ومكابرة في آن, وكيف سيكون مصيرها؟