هناك مشكلات في حياتنا نحاول تجاهلها أو القفز عليها ، مما يؤدي إلى استفحالها حتى إذا ما ستجد جديد في حياتنا يفضح إهمالنا وتقصيرنا صرخنا ولجأنا إلى تبريرات وحجج واهية وزدنا من تمسكنا بمواقفنا القديمة مدعين مقاومة هجمات العولمة والتغريب .. وهذا هوا بالضبط حالنا في تناول موضوع ( التربية الجنسية )
لقد توارثنا تصوراً خاطئاً جيلا بعد جيل ، فحواه أن خلق الحياء يمنع من الخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس ــ التي بقيت في إطار هذا التصور الخاطئ ــ
فإذا عرضت للشاب أو الشابة مشكلة تتصل بالأمور الجنسية أو الأعضاء الجنسية حار في التماس التصرف الملائم ، والجهة التي يمكن أن يقصدها بحثاً عن حل أو علاج ، فغالبا ما يكون الحديث مع الزميل أو الزميلة أهون منه مع الوالد أو الوالدة ومع المدرس أو المدرسة ، والسبب هوا الحاجز الذي أقامه هؤلاء الكبار بينهم وبين أبنائهم وتلاميذهم ، أقاموه بصورة غير مباشرة بصمتهم عن كل ما يتعلق بالأمور الجنسية سنوات طوالا ، وهذا مما ألقى الروع في الأبناء منذ الصغر أن كل ماله صلة بالجنس يعتبر عيباً لا يجوز الخوض فيه ، ومع هذا الخجل من الأبناء والجهل من الآباء يبدأ الأبناء في البحث عن تلك المعلومات عن الجنس بطرق محرمة وغير مشروعة مما ينتج عنه خلل واضح في حياتهم قبل الزواج وبعده ..
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل التربية الجنسية من واجب المدرسة أم البيت ؟
وهل يجيز أب لنفسه وهو الكبير عمراً وقدراً التباسط بالحديث مع أبنه المراهق
أو أم مع أبنتها حول موضوعات لا تخلو من إحراجات تتطلب مهارة فذة وخبرة ناضجة ومعلومات صحيحة قد لا يمتلكانها الأب والأم ويؤجلان دوماً الاستعداد لها
وهل التربية الجنسية للمراهق ستحفزه إلى الوقوع في التجريب والتطبيق ؟
أم إنه من الخير أن يتعرف الشاب على هذا العالم الغامض الجديد ( بالمصادفة )
أو عن طريق أقرانه وثقافاتهم المتعددة حول هذا العالم والتي تكون عادة غير آمنة فيذهب في رؤيته وكيانه إما كرهاً حاداً لأمر فطري أو بغضاً يحقر الجنس الآخر
أو ولعاً منجرفاً يهلك أخضره ويابسة فيقع ضحية للهوى والشهوة وعبداً لهما .
ولا سبيل لتجنب هذين التطرفين إلا بالتربية الدينية والخلقية التي تهذب هذه الطاقة الهائلة وتروضها ، وتخلق توازناً نفسياً لا ترهقه النزوات أو الإغواءات ولمعانها القوي .
وفي الختام أرجوا من الجميع نقاشاً جاداً في هذا الموضوع كما تعودناه دائماً منكم
تحياتي لكم .