الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

فسبحانك يا حليم وعذرا عذرا يا أمة الإسلام الذبيحة.

إن ما يحدث الآن حتى في شهر رمضان العظيم فيما يتعلق بمنكرات الفضائيات المفسدة المخالفة للشرع والتشجيع عليها! والدعاية لها!! هو ليس فقط أمر محرم يغضب الجليل العظيم بل يعتبر هُزءٌ بدين الله وقيم الدين وأوامره. وكلنا مسؤولون عن هذا الهزء الذي يحصل بأن نُنكر ونتناصح ونُغير بقدر ما نستطيع.

ديننا لا يجيز(وهذا ما يفتي به علماؤنا وغيرهم) مجرد ظهور إمرأة متبرجة سافرة عن شعرها,... فيا الله يا الله كيف يُعلن ويُشجَّع المسلمون على رؤية مسلسلات وأفلام فيها التبرج الكبير جدا والتعري ولقطات الحب والمجون حتى في شهر رمضان المعظم.

أي تمييع لدين الله وأوامر الشرع نحن نعيشه في بعض المظاهر في صحفنا وبعض مؤسساتنا.

من قبل رمضان ونحن نشتكي من جرأة هذه القنوات ومن يعلن عنها على الله, فجاء رمضان شهر التوبة والعودة وللأسف كما هي العادة تأتي وتزداد هذه الدعايات عن هذه المحرمات.

* ومما زاد الطين بله ما قامت به شركة الاتصالات السعودية من خدمة يندم عليها كل مسؤول وعامل له علاقة بها يوم الوقوف بين يدي الله وهي الخدمة المسماة إنفجن والتي توفر عن طريق خدمة النت الأفلام والمسلسلات المختلطة المحرمة الماجنة. ومن يدخل موقع هذه الخدمة المؤسفة سيرى نماذج من الأفلام والمسلسلات المحرمة الموجودة فيها, والتي أقل ما فيها التبرج والاختلاط المحرم, ويصل سوؤها إلى حد لقطات وأفلام الحب والعشق واللباس شبه العاري أو الأصح الكاسي العاري.

* ومؤلم جدا ألا نرى دورا لوزارة الإعلام في إيقاف هذه المنكرات التي تخالف أوامر الشرع ولا يرضاها الدين وتؤثر سلبا على شبابنا وقيم مجتمعاتنا.

* ونوجهها في الختام نصيحة أخوية لأصحاب القنوات والعاملين فيها ولمسؤولي الصحف وأعضاء مجالس إدارتها والعاملين فيها, ولمسؤولي شركة الاتصالات والعاملين في خدمة إنفجن, ولكل من له علاقة بهذه الأمور -وكلنا في حقيقة الأمر مسؤولون- أن اتقوا العظيم الجليل, خافوا الله واخشوا يوم لقائه وسؤاله. ألا تحبون الله الذي خلقكم ورزقكم وأكرمكم فإذا بكم تجاهرونه سبحانه جهارا نهارا بما لا يرضاه, .... أيضـــــا ألا يحزنكم حال امتنا الذبيحة التي يذبح أبناؤها في شتى بقاع الأرض التي والله أنتم وكل من يعين على المعاصي سبب هام في تأخر نصرها وعزها وعودة قوتها التي تحمي بها أبناءها المذبحين في شتى البقاع.

عودوا إلى الله إخوتنا, كم بقي من أعمارنا وأعماركم,أطيعوا الله إن كنتم حقا تخافوه وتحبوه.

لا تجعلونا ومجتمعنا نتعرض لعقوبات من العظيم الذي يغار من الإصرار والمجاهرة بما لا يرضاه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((واتقوا يوما ترجعون فيه على الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون))

قال صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )).

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : (( إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلّهم )).

د مهدي قاضي