متسولة تستوقف المارة في أحد شوارع جازان
التسول الرمضاني في صامطة.. مزود بالعاهات المزيفة والبكاء
صامطة: أميرة الجابر، حياة المباركي
لم يكد مسلسل تسلل المخالفين لنظام الإقامة في صامطة يتوقف حتى بدأ نشاطهم في التسول الرمضاني، الذي يعد أحد مواسم تكاثر المتسولين في الشوارع والأزقة وحول المساجد.
أبطال التسول من الأطفال والنساء والشيوخ، رسموا خريطة نشاطهم، وبرمجوا أوقات عملهم، متسلحين بأدوات الاستعطاف، والبكاء، والعاهات المزيفة.
ورصدت "الوطن" أولئك المتسولين مع إطلالة الشهر الكريم عبر إحدى بوابات التسلل في محافظة صامطة التابعة لمنطقة جازان.
شاهرة متسولة يمنية في الأربعين من عمرها تصطحب طفلين، أحدهما مصاب بإعاقة في يده نتيجة حادث في اليمن، قالت: هذه هي المرة الأولى التي أصل فيها إلى هذه المنطقة بعد أن عرض عليّ أخي السفر إلى المملكة قبل رمضان، مبينة أن أخاها وعدها بعمل لها ولأولادها مقابل 1500 ريال شهريا.
وأضافت: وصلنا عن طريق التسلل، وسرنا أياما حتى وصلنا إلى صامطة لنستقر في أحد المنازل المهجورة، حيث قابل شقيقي صاحب العمل الذي أخبرنا أن علي أن اصطحب الطفلين وأتجول نهارا على المنازل متسولة شاكية، ثم إذا جاء الليل توجهت إلى الأسواق، وقصور الأفراح. وبينت أنها وجدت من يعطف عليها، وأن دخلها من التسول يدر خيرا كثيرا. أما محمد الريمي، وفؤاد السكي اللذان كانا يعملان في دهان المنازل، فقد قررا العودة إلى اليمن، من أجل صوم رمضان هناك، مبينين أنهما لا يحملان إقامة، حيث يتوجهان لأقرب دورية أمنية، أو يسيران حتى يصلا الحدود، فيقبض عليهما، ويُرحلان، معتبرين رمضان شهر إجازة لهما من عملهما.
وأوضح صاحب دكان صغير في قرية حدودية أنه حفظ وجوه الكثير من المتسللين لكثرة ما اعتاد مشاهدتهم في المجيء والرحيل، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية في إحدى حملاتها قبضت على أعداد كبيرة منهم، وعلى الرغم من ذلك، وبعد مرور ساعة من ترحيلهم عادوا مرة أخرى، وامتلأت بهم شوارع صامطة، وسوقها الشعبية.
من جهته، أكد الناطق الإعلامي لحرس الحدود العقيد عبدالله بن محفوظ، القبض على أعداد كبيرة من المتسللين عبر منفذ حرس الحدود، لافتا إلى أن وجود السياج الأمني الممتد من قطاع الطوال إلى الخوبة، ووجود الكاميرات الحرارية، وأبراج المراقبة عوامل ساعدت إلى حد كبير في الكشف عن المتسللين.
وأشار إلى أن إحصائيات حرس الحدود للأعوام الماضية تكشف أن عدد المتسللين المقبوض عليهم في عام 1430 وصل إلى 273 ألفا و369 متسللا، وفي عام 1431 وصل العدد إلى 174 ألفا و599 متسللا، فيما بلغ العام الحالي 1432 نحو ألف و670 متسللا.
ولفت مدير شرطة جازان اللواء جميل بن عطية الرحيلي إلى أن شرطة جازان أعدت خطة أمنية خلال رمضان لمتابعة جميع الأحياء، مضيفا: أنه ضبط خلال رجب الماضي 15 ألفا و66 مخالفا لنظام الإقامة والعمل، وقبض على متسولين ومخالفي عمرة ومطلوبين جنائيا.