الْحَمْد لِلَّه الْمَوْصُوْف بِصِفَات الْجَلِال و الْكِبْرِيَاء وَالْعَظَمَة...
، وَجَعَل الْلَّيْل وَالْنَّهَار خَلَف لِمَن أَرَاد أَن يَذَّكَّر اوَأَرَاد شُكُوْرا ،
سُبْحَان مَن انْقَادَت لَه الْقُلُوْب..............
يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط الْمُسْتَقِيْم وَأَسْلَم عَلَى الْبَشِيْر الْنَّذِيْر وَالسِّرَاج الْمُنِيْر
نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى أَلِه وَصَحْبِه أَجْمَعِيْن،...........................
ان الْلَّه جَل جَلَالُه لَيْس بَيْنَه وَبَيْن احَد نُسِب الَا بِطَاعَتِه
فَالَنَّاس شَرِيْفُهُم وَوَضِيعُهُم عِنْد الْلَّه سَوَاء الْلَّه رَبّهُم وَهُم عِبَادُه يَتَفَاضَلُون بِالْعَافِيَة
وَيُدْرِكُوْن مَا عِنْد الْلَّه بِالْطَّاعَة
وَالْتَّقْوَى فَانْظُر الْامْر الَّذِى رَايْت رَسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم مُنْذ بَعَث
الَى ان فَارَقَنَا
وَمَن بَعْدَه الْصَّحَابَه وَالصْحَابِيَات رِضَى الْلَّه عَنْهُم وَارْضَاهُم
الْحَمْد لِلَّه الْقَائِل
(مُّحَمَّد رَّسُوْل الْلَّه وَالَّذِين مَعَه أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّار رُحَمَاء بَيْنَهُم
تَرَاهُم رُكَّعَا سُجَّدَا يَبْتَغُوْن فَضْلَا مِّن الْلَّه وَرِضْوَانَا سِيَّمَاهُم فِي وُجُوْهِهِم
مِّن أَثَر الْسُّجُود ذَلِك مَثَلُهُم فِي الْتَّوْرَاة وَمَثَلُهُم فِي الْإِنْجِيْل
كَزَرْع أَخْرَج شَطْأَه فَآَزَرَه فَاسْتَغْلَظ فَاسْتَوَى عَلَى سُوْقِه يُعْجِب الْزُّرَّاع لِيَغِيْظ
بِهِم الْكُفَّار وَعَد الْلَّه الَّذِيْن آَمَنُوْا وَعَمِلُوْا الْصَّالِحَات مِنْهُم مَّغْفِرَة وَأَجْرَا عَظِيْمَا) (الْفَتْح 29 )
ان الْنَّفْس تَتُوْق وتَتشوَّق لِدِرَاسَة وَمَعْرِفَة احْوَال الصَّحابَةرْضَى الْلَّه عَنْهُم وَارْضَاهُم
فَهُم جِيْل الْمَثَل الْعُلْيَا وَسِيَاج الْاسْلَام فَلَهُم قَصَب الْسَّبْق الْاعْلَى وَالْرُّتْبَة الْاسْمَى
فَهُم خَيْر الْقُرُوْن وَخُلَاصَة الْنَّاس بَعْد خَيْر الْبَرِيَّة
فَالصَّحَابَة وَالصْحَابِيَات
الْأَوَائِل مِن أَعْظَم الْنَّاس وَكُبَرَاؤُنا، فَاللَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى اخْتَص نُبَيْه
صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْه وَسَلَّم بِصُحْبَتِهِم فَجَعَلَهُم خَيْر امَّتِه
وَالسَّابِقِيْن الَى تَصْدِيْقِه وَتَبَعِيَّتِه وَالْمُجَاهِدِيْن بَيْن يَدَيْه وَالنَّاقَلِين لِسَنَنَه
وَالمُقْتَدِين بِه فِى افْعَالِه فَلَا خَيْر الَا وَقَد سَبَقُوَا الَيْه مِن بَعْدِهِم وَلَا فَضْل الَا
وَقَد اسْتَفَرَغَوا فِيْه جُهْدَهُم
واعلموا ان لِلْقُلُوْب حَقّائِق يَعْلَمُهَا الْلَّه مِنْهَا الْسِّر وَمِنْهَا الْعَلَانِيَة
وَلَقَد صَرَف الْلَّه الْقَوْل لِيَحْيَا فِى الْقُلُوْب فَان الْقُلُوْب مَيِّتَه فِى الْصُّدُوْر حَتَّى يُحْيِهَا الْلَّه
فَمَن عَلِم شَيْئا فَلْيَنْتَفِع بِه فَان لِلْعَدْل امَارَات وَتَبَاشِيْر فَامَا الامَارَات ف الْحَيَاء وَالْسَّخَاء
وَامَّا الْتَّبَاشِيْر فَالَّرَّحْمَة وَالْانْصَاف وَالشَّفَقَة
وَسَلَامَة القُلُوْب مِن الْحِقْد وَالْحَسَد،
وَلِنَعْلَم أَنَّنَا لَا نَنَال شَيْئا مَن ذَلِك إِلَّا بِالْلَّه -عَز وَجَل-،
فَلْنَصْدُق فِي اللُّجُوء إِلَيْه، وَالْتَّضَرُّع وَالْدُّعَاء أَن يَمُن عَلَيْنَا وَعَلَى أَمَتَّنَا بِفَضْلِه،
وَيَعْفُو عَن زَلَلْنَا وَخَطِئْنا بِمَنِّته، وَأَن يُجَنِّبَنَا الْفِتَن مَا ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَن.
امَّا بَعْد اتَرِكَكُم مَع السِّيْرَة الْعَطِرَة لصْحَابِيْه الْجَلَيْلَة ام هَانِىء رَضِى الْلَّه عَنْهَا وَارْضَاهُا