نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

طفــــل صاحـــب شخصيــــة قــويــــة


جائتني سيدة تشتكي لي طفلها الذي ألحقة بالحضانة ، قالت لي : ( منذ أيام قليلة ارتكب طفلي الصغير خطأ ، وإذ انتهرته بهدوء ، قائلة له :" لا تفعل كذا !" أجابني الطفل : " لا .... سأفعل ! " .

قلت له بشئ من اللطف : " هذا خطأ يا حبيبي !"

أجاب بإصرار : " أنا سأفعل كذا ... وسأفعله ."

دهشت جداً ، فأنني أعرفه طفلاً رقيقاً للغاية ويحبني ... وأنا لطيفة جداً معه .فلكي لا يعتاد ان يكون عنيفاً معي أو مع غيري تجاهلت الموقف ، وتركت المكان وأنا أتصنع الابتسامة .

في اليوم التالي إذ كنت ألاطفه سألته :" ما رأيك فيما فعلت بالأمس ؟"

أجابني الصغير :" ماما ... أنا أعلم أن ما فعلته خطأ .. "

قلت له:" إذن لماذا صمتت أن تفعله ، وأنت تعرف أنه خطأ ؟"

أجاب للفور : " كان لابد أن أفعل ذلك ، وإلا أصبحت شخصيتي ضعيفة ! ما أريد أن أفعله سأفعله حتى إن كان خطأ ! "

دهشت جداً لإجابته ، فهو طفل لم يبلغ بعد السادسة من عمره ، كيف يحسب أن الاستماع لنصيحتي وأنا أمه المحبوبة لدية أنه ضعف شخصية . ماذا أفعل لكي أصحح مفاهيمه دون أن أخسره ؟)

إذ وجدت السيدة في حيرة قلت لها :

" أنصحك أن تتعمدي أن تصنعي شيئاً خاطئاً قدامه ، فإذا ما قال لكِ : هذا خطأ ؟ ، قولي له : " إنك على حق " ، وصححي الخطأ .... وبعد يوم أو يومين اسأليه : ما هو رأيك في سماعي لكلامك ؟ هل تطن أنني بهذا ضعيفة الشخصية ؟!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
(اخوكم \ هــــــــلال الفجـــــــر )