السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها قد أوشك الشهر الفضيل على الإنقضاء سريعاً كأنه لم يبتدء بعد ـــ نسأل الله تعالى أن
يكتبنا ممن وفق لصيامه وقيامه إيمانا به واحتساباً للأجر منه وأن يجعلنا من المعتوقين في
هذا الشهر ووالدينا وكل من أحببناه فيه وكل من أحبنا فيه وأن يعيده علينا بفضله وكرمه في صحة وعافيه ــــ
وما هي إلا ساعات معدودة بتقدير العليم القدير ويحل علينا عيد الفطر بفضل الله ومنه عز وجل
ومن السنن التي شرعها الله فيه التكبير في ليلة العيد، وقبل صلاة العيد
قال تعالى : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
( وصفة التكبير المشروع أن كل مسلم يكبر لنفسه منفرداً ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به.
أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة - اثنان فأكثر - الصوت بالتكبير جميعاً
يبدءونه جميعاً وينهونه جميعاً بصوت واحد وبصفة خاصة، وهذا العمل لا أصل له ولا
دليل عليه، فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أنكر التكبير بهذه
الصفة فهو محق؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).. أي مردود غير مشروع .. )
من كلام الشيخ عبد العزيز بن باز ـــ رحمه الله تعالى ــ ..
صيغة التكبير في العيدين وحكم التكبير الجماعي
ما صيغة التكبير في العيدين, وهل يجوز التكبير الجماعي بصوت واحد؟
التكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أو يثلث: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،
ومثلها: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا.
كل هذا مشروع، في عيد الفطر، بعد غروب الشمس إلى الفراغ من الخطبة، وفي الأضحى
من دخول الشهر شهر ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق ثلاثة عشر يوم. من أول ذي
الحجة إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، كله محل تكبير، ولكن في أيام التشريق
وفي يوم عرفة والعيد يكون فيه التكبير المطلق والمقيد، أدبار الصلوات والمطلق في جميع
الأوقات، في يوم عرفة، وهو يوم النحر وأيام التشريق الثلاث، يجتمع فيها المطلق
والمقيد، أما ما قبل عرفة فهو مطلق، في الليل والنهار، هذا هو السنة. أما التكبير
الجماعي فهو غير مشروع، بدعة، كونهم يتكلموا بصوتٍ واحد هذا بدعة، غير مشروع.
فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز ــ رحمه الله تعالى ــ
أخونا يسأل عن التكبير في يوم العيد، يقول: هل هو سنة أم بدعة؛ لأني ألاحظ أنه اختفى في كثير من المناسبات؟
التكبير في أيام العيد سنة، يوم عيد الفطر، ليلة العيد وصباح العيد حتى تنتهي الخطبة، هذا في عيد الفطر،
يستحب التكبير ليلة العيد وصباح العيد إلى انتهاء الخطبة من الإمام والمأموم وغيرهم،
أما في عيد النحر فيستحب التكبير من أول شهر ذي الحجة، من أول شهر الحجة إلى
نهاية اليوم الثالث عشر، ثلاثة عشر يوماً، كلها محل تكبير، من أول يوم إلى نهاية اليوم
التاسع العشر، إلى غروب الشمس، كله تكبير، وفيه يوم عرفة وما بعده يجتمع فيه التكبير
المطلق والمقيد، التكبير المطلق في جميع الأوقات في يوم عرفة وما بعده، والمقيد عقب
الصلوات الخمس، يكبر بعدها.
فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز ــ رحمه الله تعالى ــ
******************************