جازان اليوم : ماجد حرمل تصوير : منصور مهدي عريبي
ابتهج الأطفال بعيد الفطر المبارك في كل مكان في وطننا الغالي ولكن غلطة بلدية الموسم حرمت الطفلة سمية عثمان حرملي التي أبت مغادرة "هندولها" في تلك الغرفة الملطخة بالطين الذي جمعه صديقاتها من اللعب والفرح بسبب السيول التي اجتاحت قرية الكدمي الواقعة شرق مركز الموسم التابع لمحافظة صامطة وحولت الفرحة لدى أهالي الكدمي إلى حزن ومأساة على فقد ممتلكاتهم ودوابهم و بيوتهم التي جهزوها لإستقبال العيد الذي تحول إلى كابوس وجحيم.
يروي الشيخ المسن بخيت الحرملي لـ جازان اليوم ودموعة تذرف بالدموع على ما شاهدة من رعب وخوف يحدق بعيون صغاره الذين رأوا الموت ويروي أنه لم يشاهد مثل هذه الكارثة من قبل ولا حتى في آخر مرة نزل فيه السيل عام 1418هـ.
بداية المشكلة كما يرويها الشيخ جبلي أزيبي أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للبلدية لإكمال مشروع درء السيول الذي بدأ العمل به وهو إقامة سد يحيط بالقرية ولكن لم يتم استكماله بعد ولم يعمل له أي عبارات تصريف ولكن البلدية حسب ما ذكر الشيخ جبلي أنها لم تتجاوب إلا يوم وقعت الواقعة .
ورصدت "جازان اليوم" رئيس مركز الموسم الأستاذ نايف بن ناصر بن لبدة وهو يتجول بعد منتصف الليل وبرفقته مدير شرطة الموسم النقيب طاهر صميلي وذلك لمتابعة ومراقبة الوضع عن كثب و القيام بفض النزاعات بين ملاك الأراضي وفك العقوم الترابية لكي يسمح للسيل بأن يتخذ مجراه بدون أي اعتراض التي كانت هي الأخرى سبب رئيسي من أسباب المشكلة التي تسببت بغرق قرية الكدمي .
وفي الصباح الباكر وعقب أداء صلاة العيد واستقبال المهنئين بالعيد وزيارة المرضى بمستشفى الموسم العام توجة فوراً ابن لبدة إلى قرية الكدمي والوقوف على الأضرار التي لحقت بالقرية وبمتابعة من قبل محافظ صامطة الأستاذ خالد بن عبد العزيز الجريوي الذي في وقف على أرض الحدث بقرية الكدمي وشاهد حجم الدمار والأضرار التي أحدثها السيل ووجه بسرعة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الأضرار التي نجمت عن السيول.
ثم اتجه جميع ممثلي الدوائر الحكومية لعقد اجتماع طارئ برئاسة المحافظ وذلك بمقر مركز الموسم وتم تشكيل لجنة عاجلة لحصر الأضرار الناتجة عن السيول وسرعة ردم الأماكن التي يجب أن تردم و إغلاق المنفذ الذي لم تغلقه البلدية من جهة سد الكدمي و الرفع بالتقارير اللازمة أولاً بأول .
وقامت اللجنة المشكلة من الأمارة والدفاع المدني والشيخ حسين أزيبي ويرافقهم الأستاذ ماجد حرمل والأستاذ منصور مهدي عريبي ممثلين عن اللجنة الإعلامية بمركز الموسم بالتوجه لقرية الكدمي والتجول على البيوت والأحواش المتضررة وحصرها جميعاً .
وقد تحدث بالمواطن إبراهيم علا الله حرملي وذكر أنه قد لحقت الأضرار ببيته وبيت أولادة و انه أصبح لا يصلح للعيش فيه فقد امتلئ البيت بالماء والطين إلى السقف وانه لا يجد مأوى ليعيش له و لأسرته فيه غير افتراش الأرض والتحاف السماء الملبدة بالغيوم ، و ذكر أن سيارته قد أتلفت ولحقها الضرر والضرر الأكبر هو على أطفاله الذي حرموا فرحة العيد.
ويذكر ضيف الله حرملي أن جده المقعد قد تم نقله باعجوبة قبيل وصول الماء بلحظات من بيته إلى مكان آمن وكانت ليلة عصيبة لا يكاد يصدقها العقل .
وطلب المواطن جابر الأزيبي للنظر إلى منزله وأغنامه التي نفقت وتدمر كل ما بناه وجمعة طيلة عمره وعاشوا جميعاً لحظات عصيبة وليس لديهم ما يأويهم وناشد المسئولين للوقوف بجانبهم وتوفير المأوي والمأكل بالقريب العاجل .