عابر وأخوه ماهر
الأخ ماهر دائما يتمنى لو يصبح شاعر يشار إليه بالبنان ولكنه لا يعرف كيف ينظم الشعر
ولكنه يحاول.
وفي ذات ليلة عندما كان أخوه عابر نائما بجواره سمعه يقول شعرا فذهل مما سمع فاقترب منه
ليتأكد هل هو نائم حقا ؟ وبعد أن تيقن لديه بأن أخاه فعلا يملك موهبة الشعر أثناء النوم فقط .
هنا ابتسم الأخ ماهر ابتسامة ليست بريئة وأخذ قلما وراح يدون كل ليلة ما يسمعه من أخيه عابر وهو يغط في نوم عميق.
وبعد أيام ذاع صيت الأخ ماهر وأصبح شاعرا والناس تثني على موهبته الشعرية وصار يجالس علية القوم
والكل يطمع في أن يكون ماهر من جلسائه واغتنم تلك الحظوة لدى الناس ونال بها ثروة كبيرة وخاصة
ممن يجالسونه من الأثرياء
ولكن في إحدى الليالي وماهر كعادته ساهر ينتظر نوم أخيه عابر طرق الباب فجأة زائر وعندما فتح الباب
وإذا بصديقه القديم جابر وكان له دين على ماهر فارتبك وتلعثم في الكلام وأخذ يجامل صديقه بطريقة
أتضح لجابر من خلالها أن ماهر يخفي عنه أمرا ما. وبعدها جهز ماهر لصديقه غرفة لينام فيها بعد أن وعده
بسداد الدين الذي عليه في الصباح الباكر وعاد ماهر ليدون ما يسمع من عابر فسمع جابر شخصا ينشد الشعر فدنا منهما ليسمع بوضوح أكثر ولكنه فوجئ بماهر يكتب ومن يقول الشعر نائما فتعجب من ذلك الأمر
كثيرا . وسمع ماهر وهو يخاطب أخاه النائم أنت تهذي بالشعر أثناء النوم ولكن أنا من يستحق أن يقال عنه شاعر لأني كل ليلة أتعب وساهر. فزاد تعجب جابر ودهشته مما سمع . وبعد أن عرف هذا السر
اضمر في نفسه أن يكيد لماهر ففي الصباح اخبره بأنه علم بقصته مع الشعر وكيف يستغل أخاه النائم
ويخيره بين أن يفضح سره أمام أخيه والناس كلهم أو يقاسمه تلك الثروة التي يملكها ماهر . المفاجئة
أن عابر كان يسمع الحديث الذي دار بين جابر وماهر .
فقال عابر سوف انتقم من ماهر وصديقه فما كان منه إلا ان ذهب إلى
(الوالي) واخبره بالقصة كاملة .
فقال له الوالي أذهب
وتظاهر بالنوم واستدعى الوالي ماهر وصديقه وطلب من ماهر قصيدة جديدة
وقال له بشرط أريدها قبل الفجر وافق ماهر ولكن الوالي قال من يضمنك بخصوص الموعد المحدد بحيث إذا لم يفي ماهر بالقصيدة في الموعد المحدد يسجن يوما واحدا والضامن يسجن سنتين .
فقال صديقه جابر أنا اضمنه وافق الوالي وعاد ماهر إلى المنزل مع صديقه في انتظار عابر ينام ويقول شيئا من
الشعر ولكن جابر وضع على الفراش الذي ينام عليه نوع من الشجر بها أشواك حتى تمنعه من النوم وهذا من شدة حرصه على أن لا يغلبه النوم وبعد طول انتظار من ماهر وصديقه لم يسمعا أي شعر وأدركهم الموعد
الذي بينهما وبين الوالي وبعد أن احضرا أمام الوالي صاح جابر متوسلا الوالي أن يعفو عنه ويقول له الحقيقة . هنا تبسم الوالي وعفا عن الجميع بعد أن عرف الناس كلهم بان الشاعر هو عابر وليس ماهر