قال تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )

هذه الاية قد أقضّت مضاجع الصالحين ,فأرهبت قلوبهم ,وأدمعت عيونهم .



يقول سيد قطب رحمه الله :-

والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين يجدون المال ويجدون الخدم ويجدون الراحة ،

فينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة ،

حتى تترهل نفوسهم وتأسن ، وترتع في الفسق والمجانة ،

وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات ، وتلغ في الأعراض والحرمات ،

وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فسادا ،

ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها ،

وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها.

ومن ثم تتحلل الأمة وتسترخي ، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها ، فتهلك وتطوى صفحتها.

والآية تقرر سنة اللّه هذه. فإذا قدر اللّه لقرية أنها هالكة لأنها أخذت بأسباب الهلاك ،
فكثر فيها المترفون فلم تدافعهم ولم تضرب على أيديهم ،

سلط اللّه هؤلاء المترفين ففسقوا فيها ، فعم فيها الفسق ،

فتحللت وترهلت ، فحقت عليها سنة اللّه ، وأصابها الدمار والهلاك.

وهي المسئولة عما يحل بها لأنها لم تضرب على أيدي المترفين ،

ولم تصلح من نظامها الذي يسمح بوجود المترفين.

فوجود المترفين ذاته هو السبب الذي من أجله سلطهم اللّه عليها ففسقوا ،

ولو أخذت عليهم الطريق فلم تسمح لهم بالظهور فيها ما استحقت الهلاك ،

وما سلط اللّه عليها من يفسق فيها ويفسد فيقودها إلى الهلاك.))

اللهم أرحمنا برحمتك , اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا ...


منقول